به (1). قال داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس. قال، مر أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي. فقال: ألم أنهك أن تصلي يا محمد؟ لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديا مني، فانتهزه النبي صلى الله عليه وسلم. فقال جبريل: (فليدع ناديه سندع الزبانية) والله لو دعا ناديه لاخذته زبانية العذاب. وراه (ورواه) أحمد والترمذي وصححه النسائي من طريق داود به (2). وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل بن يزيد أبو زيد حدثنا فرات عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس. قال قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا عند الكعبة يصلي لاتيته حتى أطأ عنقه، قال فقال: " لو فعل لاخذته الزبانية عيانا ". وقال أبو جعفر بن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح، حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن الوليد بن العيزار عن ابن عباس. قال قال: أبو جهل لئن عاد محمد يصلى عند المقام لأقتلنه، فأنزل الله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) حتى بلغ من الآية:
(لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية). فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقيل ما يمنعك؟ قال: قد اسود ما بيني وبينه من الكتائب. قال ابن عباس: والله لو تحرك لاخذته الملائكة والناس ينظرون إليه. وقال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الاعلى، حدثنا المعتمر، عن أبيه، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم عن أبي هريرة. قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا نعم! قال: فقال واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن على رقبته، ولأعفرن وجهه بالتراب. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته. قال فما فجئهم منه إلا وهو ينكص (3) على عقبيه، ويتقي بيديه، قال فقيل له مالك؟ قال إن بيني وبينه خندقا من نار وهولا وأجنحة. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا ".
قال وأنزل الله تعالى - لا أدري في حديث أبي هريرة أم لا - (كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى) إلى آخر السورة (4). وقد رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم والبيهقي من حديث معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي به. وقال الإمام أحمد: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله [بن مسعود]. قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على قريش غير يوم واحد، فإنه كان يصلي ورهط من قريش جلوس، وسلا جزور قريب منه. فقالوا: من يأخذ هذا السلا فيلقيه على ظهره؟ فقال عقبة بن أبي معيط: أنا،