تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور). فقال يزيد: (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم). ثم سكت عنه وأمر بإنزاله وإنزال نسائه في دار علي جده، وكان يزيد لا يتغدى ولا يتعشى إلا دعا علينا إليه، فدعاه ذات يوم ومعه عمرو بن الحسن، وهو غلام صغير، فقال لعمرو: أتقاتل هذا؟ يعني خالد بن يزيد. فقال عمرو: أعطني سكينا وأعطه سكينا حتى أقاتله. فضمه يزيد إليه وقال: شنشنة أعرفها من أخزم، هل تلد الحية إلا حية!
وقيل: ولما وصل رأس الحسين إلى يزيد حسنت حال ابن زياد عنده وزاده ووصله وسره ما فعل، ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى بلغه بغض الناس له ولعنهم وسبهم، فندم على قتل الحسين، فكان يقول: وما علي لو احتملت الأذى وأنزلت الحسين معي في داري وحكمته فيما يريد وإن كان علي في ذلك وهن في سلطان حفظا لرسول الله، صلي الله عليه وسلم، ورعاية لحقه وقرابته، لعن الله ابن مرجانة فإنه اضطره، وقد سأله أن يضع يده أو يلحق بثغر حتى يتوفاه الله، فلم يحبه إلى ذلك فقتله، فبغضي بقتله إلى المسلمين، وزرع في قلوبهم العداوة فأبغضني البر والفاجر بما استعظموه من قتل الحسين مالي ولابن مرجانة لعنه الله وغضب عليه.
ولما أراد أن يسيرهم إلى المدينة أمر يزيد النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسير معهم رجلا أمينا من أهل الشام ومعه خيل يسير بهم إلى المدينة ودعا عليا ليودعه وقال له: لعن الله ابن مرجانة! أما والله لو أني صاحبه