عصيان والده ففعل فسار إليه أبوه وحصرهما وضيق عليه وطال مقامه إلى أن أخذه عنوة وسجنه إلى أن مات.
ثم ملك بعد لويلد ابنه ركرد وكان حسن السيرة فجمع الأساقفة وغير سيرة أبيه وسلم البلاد إليهم وكانوا نحو ثمانين أسقفا وكان نقيا عفيفا قد لبس ثياب الرهبان وهو الذي بني الكنيسة المعروفة بالوزقة بإزاء مدينة وادي آش ثم بعده ابن ليوبا فسار كسيرة أبيه فاغتاله رجل من القوط يقال له بتريق فقتله وملك بعده بتريق هذا بغير رضا أهل الأندلس وكان مجرما طاغيا فاسقا فثار عليه رجل من خاصته فقتله.
ثم ملك من بعده غندمار سنتين ثم ملك بعده سيسيفوط وكانت ولايته تسع سنين وكان حسن السيرة ثم بعده ابنه ركريد وكان صفيرا عمر ثلاثة أشهر ومات ثم ملك شنتله وكان ملكه عند البعث وكان مشكورا ثم بعده سشنند خمس سنين ثم بعده خنتلة ستة أعوام ثم بعده خندس أربعة أعوام ثم بعده بنبان ثمانية أعوام ثم بعده أروى سبع سنين.
وكان في دولته قحط شديد حتى كانت الأندلس تخرب لشدة الجوع ثم بعده ابقه خمس عشرة سنة وكان جائرا مذموما ثم ملك بعده ابنه غيطشة وكانت ولايته سنة سبع وسبعين للهجرة وكان حسن السيرة لين العريكة وأطلق كل محبوس كان في سجن أبيه وأدى الأموال إلى أربابها.