وهو يومئذ غلام حين أيفع أو هم أو كرب فقام عبد المطلب فقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهذه عبداؤك واماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم التي اكلت الظلف والخف اللهم وأمطرنا غيثا مريعا مغدقا قالت فما راموا والبيت حتى انفجرت السماء بمائها وكظ الوادي فأسمعهم بثجيجه فسمعت شيخان قريش وجلتها وهي تقول هنيئا لك أبا البطحاء هنيئا لك أي عاش بك أهل البطحاء وفي ذلك تقول رقيقة بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا * وقد فقدنا الحياء واجلوذ المطر فجاد بالماء جون له سيل * فانتعشت به الانعام والشجر من من الله بالميمون طائره * وخير من بشرت يوما به مضر مبارك الامر يستسقى الغمام به * ما في الأنام له شبه ولا خطر (كلام امرأة أبي الأسود الدؤلي) أبو صالح زكريا بن أبي صالح البلدي قال قال أبو محمد القشيري كان أبو الأسود الدؤلي من أكبر الناس عند معاوية بن أبي سفيان وأقربهم مجلسا وكان لا ينطق إلا بعقل ولا يتكلم إلا بعد فهم فبينا هو ذات يوم جالسا وعنده وجوه قريش واشراف العرب إذ أقبلت امرأة أبي الأسود الدؤلي حتى حاذت معاوية وقالت السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ان الله جعلك خليفة في البلاد ورقيبا على العباد يستسقى بك المطر ويستثبت بك الشجر وتؤلف بك الأهواء ويأمن بك الخائف ويردع بك الجانف فأنت الخليفة المصطفى والامام المرتضى فاسأل الله لك النعمة في غير تغيير والعافية من غير تعذير لقد ألجأني إليك
(٤٧)