وشكوا المدينة بالحيطان، وقال شاعرهم مخاطبا ليزيد إن بالخندق المكلل بالمجد * لضربا يبدي عن النشوات لست منا وليس خالك منا * يا مضيع الصلوات للشهوات فإذا ما قتلتنا فتنصر * واشرب الخمر واترك الجمعات فالتقوا بالحرة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة 63 وكان على قريش وحلفائهم ومواليهم عبد الله بن مطيع العدوى ابن عم عمر بن الخطاب، وعلى الأنصار وسائر الناس عبد الله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الأنصاري ثم الأوسي، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل عبد الله بن حنظلة في عدة من المهاجرين والأنصار وأبنائهم ومواليهم وحلفائهم وغيرهم من ذلك من قريش والأنصار نحو من سبعمائة رجل ومن سائر الناس من الرجال والنساء والصبيان نحو من عشرة آلاف فيما ذكر محمد بن عمر الواقدي صاحب المغازي والسير، وقيل دون ذلك وأكثر ودخل مسلم المدينة فانتهبها ثلاثة أيام وبايع من بقى من أهلها على أنهم قن ليزيد والقن العبد الذي ملك أبواه، وعبد مملكة الذي ملك في نفسه وليس أبواه مملوكين غير على بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لأنه لم يدخل فيما دخل فيه أهل المدينة وعلي بن عبد الله بن العباس، فان من كان في الجيش من أخواله من كندة منعوه.
فكان ذلك من أعظم الاحداث في الاسلام وأجلها وأفظعها رزء بعد قتل الحسين بن علي بن أبي طالب.
وهلك يزيد بحوارين من أرض دمشق مما يلي قارا والقطيفة طريق حمص في البر لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة 64 وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.
وكانت أيامه ثلاث سنين وسبعة أشهر واثنين وعشرين يوما، وكان آدم شديد الأدمة، عظيم الهامة، بوجهه أثر جدري بين، يبادر بلدته. ويجاهر