بلوغ أي غرض يتعاونون، وما أصناف السعادات التي تصير إليها أنفس أهل المدينة الفاضلة في الحياة الآخرة وأصناف الشقاء التي تصير إليها أنفس أهل المدن المضادة للمدينة الفاضلة في الحياة الآخرة، وما الأشياء التي ينبغي ان يعلمها ويعمل بها أهل المدينة الفاضلة باشتراك وعلى العموم لينالوا بها السعادة الكاملة المطلوبة، وما العلامات التي يتميز بها أهل المدينة الفاضلة من باقي الأمم والمدن المضادة لهم وما ينبغي ان تكون عليه أحوال أهل المدينة الفاضلة متى لم تكن لهم مدينة تخصهم وكانوا غرباء في المدن المضادة لمدينتهم، وذكر الأصول الفاسدة التي منها تفرعت أصناف الآراء والاجتماعات والمدن والرئاسات الجاهلية والأصول الفاسدة التي منها تنشأ أصناف الآراء والاجتماعات والمدن والرئاسات الضالة، وقولهم في الأوائل بها وجود سائر الموجودات وهي الأول اكملها وجودا إذ لم يكن وجوده لأجل غيره ووجود كل ما سواه لأجله، والأشياء منه لا هو منها، اقتبست وجودها من وجوده، فهو كل الأشياء. وليس الأشياء هو، ومعرفته الواجبة ألا طريق إليه الا منه ولا سبيل إليه الا به إذا كانت العلة لا يدركها معلول ولا محدث قديما ولا مخلوق خالقا، والثواني التي تليه في الوجود ومراتبها بحسب مراتب الأجسام السمائية وعددها على عددها، والعقل الفعال، والنفس، والصورة، والهيولي، وأن باقي الموجودات هي الأجسام، وأجناسها ستة، الجسم السمائي، والحيوان الناطق، والحيوان غير الناطق، والنبات، والأجسام الحجرية، وهي المعدنية، والاستقصات الأربعة وهي النار، والهواء، والماء، والأرض وما ذهبوا إليه في العقل الأول والثاني، والنفس وما تحت ذلك من الطبائع وأن العقل هو العلة المتوسطة بين الله عز وجل، وبين خلقه، والسبب الذي شرفت به النفس الناطقة في عالمها، والمرآة التي بها تنظر إلى محاسنها ومساويها وبها تتأمل صور مهالكها ومناجيها، وقولهم في النفس الناطقة وغيرها من
(١٠٣)