الحبشة وثبتت أم حبيبة على دينها الاسلام وهجرتها وكانت قد خرجت بابنتها حبيبة بنت عبيد الله معها في الهجرة إلى أرض الحبشة ورجعت بها معها إلى مكة وقال ابن عمر حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي أن أم حبيبة بنت أبي سفيان ولدت حبيبة ابنتها من عبيد الله بن جحش بمكة قبل أن تهاجر إلى أرض الحبشة قال ابن عمر فأخبرني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال خرجت من مكة وهى حامل بها فولدتها بأرض الحبشة قال ابن عمر وحدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص قال قالت أم حبيبة رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهها ففزعت فقلت تغيرت والله حاله فإذا هو يقول حين أصبح يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أردينا خيرا من النصرانية وكنت قد دنت بها ثم دخلت في دين محمد ثم رجعت إلى النصرانية فقلت والله ما خير لك وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات فأرى في النوم كأن أتاني آت يقول يا أم المؤمنين ففزعت وأولتها أن رسول الله يتزوجني قالت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابى يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت على فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أن أزوجك فقلت بشرك الله بخير وقالت يقول لك الملك وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته وأعطته أبرهة سوارين من فضة وخدمتين كانتا في رجليها وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها به فلما كان العشى أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم عليه السلام (أما بعد) فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصدقتها أربعمائة دينار
(٩٧)