فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهت دخولها على النبي صلى الله عليه وسلم وعرفت أن سيرى فيها مثل الذي رأيت فقال يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الامر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على تسع أواق فأعنى على فكاكي فقال أو خير من ذلك قالت وما هو قال أودى عنك كتابتك وأتزوجك قالت نعم يا رسول الله فقد فعلت وخرج الخبر إلى الناس فقالوا أصهار رسول الله يسترقون فأعتقوا ما كان في أيديهم من سبى بنى المصطلق فبلغ عتقهم مائة أهل بيت بتزويجه إياها فلا أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، وذلك منصرفه من غزوة المريسيع قال ابن عمر وحدثني عبد الله ابن أبي الأبيض مولى جويرية عن أبيه قال سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى المصطلق فوقعت جويرية في السبى فجاء أبوها فافتداها وأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قال وحدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن الزهري عن مالك بن أوس عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على جويرية الحجاب وكان يقسم لها كما يقسم لنسائه قال وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن عن زيد بن أبي عتاب عن محمد بن عمرو عن عطاء عن زينب بنت أبي سلمة عن جويرية ابنة الحارث أن اسمها كانت برة فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماها جويرية وكان يكره أن يقال خرج من عند برة قال وحدثني عبد الله بن أبي الأبيض عن أبيه قال توفيت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة 56 في خلافة معاوية بن أبي سفيان وصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ والى المدينة قال وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته وكانت مولاة جويرية بنت الحارث عن جويرية قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة عشرين سنة قالت وتوفيت جويرية سنة 50 وهى يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم قال ابن عمر وحدثني حزام بن هشام عن أبيه قال قالت جويرية رأيت قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر أقبل يسير من يثرب حتى وقع في حجري فكرهت أن أخبر بها أحدا
(١٠١)