وبها كانت وفاته في سنة 136 في آخر خلافة أبى العباس * وعبد الله بن حسن ابن حسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وكنى أبا محمد وكان من العباد وكان ذا عارضة وهيبة ولسان وشرف وكانت الخلفاء من بنى أمية تكرمه وتعرف له شرفه ووفد على أبى العباس في دولة بنى العباس بالأنبار ذكر محمد بن عمر أن حفص ابن عمر أخبره قال قدم عبد الله بن حسن على أبى العباس بالنبار فأكرمه وحباه وقربه وأذناه وصنع به شيئا لم يصنعه بأحد وكان سمر معه الليل فسمر معه ليلة إلى نصف الليل وحادثه فدعا أبو العباس بسفط جوهر ففتحه فقال هذا والله يا أبا محمد ما وصل إلى من الجوهر الذي كان في أيدي بنى أمية ثم قاسمه إياه فأعطاه نصفه وبعث أبو العباس بالنصف الآخر إلى امرأته أم سلمة وقال هذا عندك وديعة ثم تحدثا ساعة ونعس أبو العباس فخفق برأسه وأنشأ عبد الله بن حسن يتمثل بهذه الأبيات ألم تر حوشبا أمسى يبنى * قصورا نفعها لبنى نتيله يؤمل أن يعمر عمر نوح * وأمر الله يطرق كل ليله قال وانتبه أبو العباس ففهم ما قال فقال يا أبا محمد تتمثل بمثل هذا الشعر عندي وقد رأيت صنيعي بك وإن لم أدخرك شيئا فقال يا أمير المؤمنين هفوة كانت والله ما أردت بها سوء ولكنها أبيات حضرت فتمثلت بها فإن رأى أمير المؤمنين أن يحتمل ما كان منى فليفعل قال قد فعلت قال ثم رجع إلى المدينة فلما ولى أبو جعفر وكان أبو العباس قد سأله عن ابنيه محمد وإبراهيم فقال بالبادية حبب إليهما الخلوة ألح في طلبهما فطلبا بالبادية واغتم أبو جعفر بتغيبهما فكتب إلى رياح بن عثمان عامله على المدينة أن يأخذ أباهما عبد الله بن حسن وإخوته فأخذوا فقدم بهم إلى الهاشمية فحبسوا بها فمات عبد الله بن الحسن في الحبس وهو يوم مات ابن اثنتين وسبعين سنة وكانت وفاته في سنة 145: حدثني القاسم بن دينار القرشي قال حدثنا إسحاق بن منصور عن أبي بكر بن عياش عن سليمان بن قرم قال قلت لعبد الله ابن الحسن أفى قبلتنا كفار قال نعم الرافضة * ومحمد بن السائب بن بشر بن
(١٣٦)