كخارط القتاد في الليلة المظلمة حتى يصير من شأنه أنه يرسل ابنته تمر في السوق ومعها الشرط عليها يطيطان من ذهب وثوب لا يواريها مقبلة ولا مدبرة من رقته فلو تكلم أحد من الناس في الإنكار عليه في ذلك بكلمة واحدة ضربت عنقه يبدأ فيمنع الناس الرزق ثم يمنعهم العطاء ثم بعد ذلك يأمر بإخراج أهل اليمن من الشام فتخرجهم الشرط متفرقين لا تترك جندا يصل إلى جند حتى يخرجوهم من الريف كله فينتهون إلى بصرى وذلك عند آخر عمره فيتراسل أهل اليمن فيما بينهم حتى يجتمعوا كاجتماع قزع الخريف فينصبون من حيث كانوا بعضهم إلى بعض عصبا عصبا ثم يقولون أين تذهبون وتتركون أرضكم ومهاجركم؟ لأن فيجتمع رأيهم على أن يبايعوا رجلا منهم فبينا هم يقولون نبايع فلانا بل فلانا إذ سمعوا صوتا ما قاله أنس ولا جان: بايعوا فلانا يسميه لهم فإذا هو رجل قد رضوا به وقنعت به الأنفس ليس من ذي ولا ذي ثم يرسلون إلى جبار قريش نفرا منهم فيقتلهم ويرد رجلا منهم يخبرهم ما قد كان ثم إن أهل اليمن يسيرون إليه ولجبار قريش من الشرط عشرون ألفا فيسير أهل اليمن فتقاتلهم لخم وجذام وعاملة وجديس فينزلون لهم الطعام والشراب والقليل والكثير ويكونون يومئذ مغوثة لليمن كما كان يوسف مغوثة لأخوته بمصر والذي نفس كعب بيده إن لخم وجذام وعامله وجديس لمن أهل اليمن يأهل اليمن فإن جاؤوكم يلتمسون نسبهم فيكم فصلوهم فإنهم منكم ثم يسيرون جميعا حتى يشرفوا على بيت المقدس فيلقاهم جبار قريش فالجموع (1) فيهزمهم أهل اليمن ولا يقومون لأهل اليمن اقتناع الرجل بثوبه في القتال.
حدثنا الوليد عن أبي عبد الله مولى بني أمية عن الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد المعيطي سمع ابن عباس يحدث معاوية رضي الله عنهما يقول يلي رجل منا في آخر الزمان أربعين سنة تكون الملاحم لسبع سنين بقين من خلافته فيموت بالأعماق غما ثم يليها رجل منهم ذو شامتين. فعلى يديه يكون الفتح يومئذ يعني فتح الروم بالأعماق.
حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال صاحب رومية رجل من بني هاشم اسمه الأصبغ بن زيد وهو الذي يفتحها.
حدثنا رشدين والوليد عن ابن لهيعة قال حدثني عبد الرحمن بن قيس الصدفي عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون بعد المهدي القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه).