شديدا فبينا هم كذلك إذ ثار بهم السفياني فيهزم الفريقين حتى يدخلهم الله الكوفة فيكون أول للنهار له وآخره عليه.
حدثنا محمد بن خمير عن النجيب بن السري عن أبي النضر قال حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل العراق ملك يكره أهل الشام على بيعته فيكون ما كان ثم يبلغه أن عدوه قد سار إليه فلا يجد من المسير إليه بدا فيسير إليه بالشام فيلقاه فيهزمه ويقتله ثم يقول لأهل نصرته من أهل العراق هذه بلادي وهذه أرضي ووطني ارجعوا إلى بلادكم فقد استغنيت عنكم فيرجعون إلى بلادهم فيقولون نحن ملكناه ونحن نصرناه ونحن قتلنا الناس دونه ثم اختار على بلادنا بلادا غيرها هلموا حتى نجمع له فنقاتله فيسيرون إليه وجمعهم يومئذ أخال ثلاثمائة ألف حتى يلتقوا بالحص فيقتتلون فيه فيكون بينهم ملحمة لم يكن بين العرب مثلها يلقى عليهم الصبر ويرفع عنهم النصر حتى إن الرجل ليقوم ينظر إلى الصفين فلو يشاء أن يحصيهم أحصاهم لقلة من بقي منهم.
حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة عن تبيع عن كعب قال إذا وقع الاختلاف الآخر في بني العباس وذلك بعد خروج السفياني ابن آكلة الأكباد وفي اختلافهم الآخر الفناء فحينئذ فانتظروا وقعة الثنية ووقعة التدمر قرية غربي (1) سلمية ووقعة بالحص عظيمة فيغلب بنو العباس وأهل المشرق حتى تسبى نساءهم ويدخلوا الكوفة.
حدثنا عبد الله بن مروان عمن حدثه عن يعقوب بن إسحاق وكان رجلا علامة في الفتن قال ينزل الرقة رجل من ولد العباس فيمكث فيها سنتين ثم يغزو الروم فتكون بليته على المسلمين أعظم من بليته على الروم ثم يرجع من غزوة إلى الرقة فيأتيه من المشرق ما يكره فيرجع إلى الشرق فلا يرجع منها ثم يولي ابنه (2) فعلى رأسه يكون خروج السفياني وانقطاع ملكهم.
حدثنا محمد بن خمير عن النجيب بن السري قال يكون خليفة من المشرق يرتحل هاربا إلى الجزيرة ثم يستغيث بأهل الشام فيجتمعون إليه ويقتل أهل المشرق فيلتقون بجبل يقال له الحص فيقتل فيه عالم كثير.
حدثنا أبو المغيرة عن ابن عياش عمن حدثه عن محمد بن جعفر قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يبعث السفياني على جيش العراق رجلا من بني حارثة له غديرتان