فقال له السيد: ادن يا أبا حارثة للمباهلة. فقال: إني أرى رجلا حريا على المباهلة وإني أخاف أن يكون صادقا فإن كان صادقا لم يحل الحول وفي الدنيا نصراني يطعم الطعام. قال أبو حارثة: يا أبا القاسم لا نباهلك ولكنا نعطيك الجزية. فصالحهم رسول الله على ألفي حلة من حلل الأواقي، قيمة كل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك.
وكتب لهم رسول الله كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من النبي محمد رسول الله لنجران وحاشيتها إذ كان له عليهم حكمة في كل بيضاء وصفراء وثمرة ورقيق كان أفضل ذلك كله لهم غير ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهما، فما زاد أو نقص فعلى هذا الحساب ألف في صفر وألف في رجب، وعليهم ثلاثون دينارا مثواة رسلي شهرا فما فوق. وعليهم في كل حرب كانت باليمن دروع عارية مضمونة لهم بذلك جوار الله وذمة محمد فمن أكل الربا منهم بعد عامهم هذا فذمتي منه بريئة. فقال العاقب:
يا رسول الله إنا نخاف أن تأخذنا بجناية غيرنا. قال فكتب: ولا يؤخذ أحد بجناية غيره. شهد على ذلك عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وكتب علي بن أبي طالب.
فلما قدموا نجران أسلم الأيهم وأقبل مسلما.