وقعة بدر العظمى وكانت وقعة بدر يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان، بعد مقدمه بثمانية عشر شهرا، وكان سببها أن أبا سفيان بن حرب قدم من الشأم بعير لقريش تحمل تجارات وأموالا، فخرج رسول الله يعارضه وجاء الصريخ إلى قريش بمكة يخبرهم الخبر. وكان الرسول بذلك ضمضم بن عمرو الغفاري، فخرجوا نافرين مستعدين، وخالف أبو سفيان الطريق فنجا بالعير. وأقبلت قريش مستعدة لقتال رسول الله وعدتهم ألف رجل، وقيل تسعمائة وخمسون، وكانوا ينحرون كل يوم من الجزور عشرا وتسعا، فنحر أبو جهل بن هشام عشرا وأمية بن خلف الجمحي تسعا وسهيل بن عمرو عشرا وعتبة بن ربيعة عشرا وشيبة بن ربيعة تسعا ومنبه ونبيه ابنا الحجاج السهميان عشرا وأبو البختري العاص بن هشام الأسدي عشرا والحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف عشرا والعباس بن عبد المطلب عشرا. وقيل: إن العباس نحر يوم الوقعة فأكفئت القدور، وإنه خرج مستكرها كالأسير. وقال عبد الله بن العباس:
إن أبي أطعم أسيرا، وما أطعم أسير قبله. وروى ابن إسحاق أن حكم بن حزام كان من المطعمين، وكان أبو لهب عليلا فلم يمكنه الخروج فأعانهم بأربعة آلاف درهم، وقيل بل كان أبو لهب قامر العاص بن هشام المخزومي فقمره نفسه فدفعه إليهم مكانه. وخرج رسول الله في ثلاثمائة، وقيل: تسعين رجلا منهم من المهاجرين واحد وثمانون، ومن الأنصار مائتان واثنان وثلاثون رجلا، ومعه فرسان فرس للزبير بن العوام وفرس للمقداد بن عمرو البهراني، ويقال فرس لمرثد بن أبي مرثد الغنوي ومعه سبعون راحلة، فالتقوا يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان فقتل من المسلمين أربعة عشر رجلا وقتل من المشركين