أيام عمر بن عبد العزيز ثم ولي عمر بن عبد العزيز بن مروان، وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر ابن الخطاب، لعشر خلون من صفر سنة 99، وكانت الشمس يومئذ في السنبلة ثمانيا وعشرين درجة، وزحل في الميزان خمسا وعشرين درجة وأربعين دقيقة، والمشتري في الحوت درجتين راجعا، والمريخ في السرطان ثلاثا وعشرين درجة، وثلاثين دقيقة، وعطارد في الميزان اثنتين وعشرين درجة، والرأس في الجوزاء ثلاثا وعشرين درجة وستا وعشرين دقيقة، وبويع بدابق، وكان الكتاب الذي كتبه سليمان: هذا كتاب من عبد الله سليمان أمير المؤمنين لعمر ابن عبد العزيز. إني وليتك الخلافة بعدي، فاسمعوا، وأطيعوا، واتقوا الله، ولا تختلفوا. فلما قرئ الكتاب بايع جميع من حضر من بني أمية خلا عبد العزيز ابن الوليد بن عبد الملك، فإنه كان غائبا، فدعا إلى نفسه، فبايعه قوم، فلما بلغه ولاية عمر قدم، فقال له عمر: بلغني أنك كنت دعوت إلى نفسك، وأردت دخول دمشق، فقال: قد كان ذلك لأني خفت الفتنة، وبلغني أن الخليفة لم يعهد إلى أحد. فقال عمر: لو قمت بالامر ما نازعتك ذلك. فقال عبد العزيز:
ما كنت أحب أن يكون ولي هذا الامر غيرك.
ولما بلغ يزيد بن المهلب ولاية عمر وورد عليه كتابه شخص من خراسان، واستخلف بها مخلدا ابنه، وحمل كل ما كان له، مخافة من أهل خراسان، معه، فأشار عليه قوم ألا يبرح، فلم يفعل، وصار إلى البصرة، فلقيه بها عدي ابن أرطاة عامل عمر، فأوصل إليه كتاب عمر، فقال: سمعا وطاعة، ثم حمله إليه مستوثقا منه، فقال له عمر: إني وجدت لك كتابا إلى سليمان تذكر فيه انك اجتمع قبلك عشرون ألف ألف، فأين هي؟ فأنكرها، ثم قال: