وقعة بني النضير ثم كانت وقعة بني النضير، وهم فخذ من جذام إلا أنهم تهودوا ونزلوا بجبل يقال له النضير، فسموا به، وكذلك قريظة بعد أحد بأربعة أشهر.
وكان رسول الله بعث إليهم بعد أن وجه من يقتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي أراد أن يمكر برسول الله: أن اخرجوا من دياركم وأموالكم. فوجه إليهم عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه المنافقون: لا تخرجوا فإنا نعينكم، فلم يخرجوا. فسار إليهم رسول الله بعد العصر فقاتلهم، فقتل منهم جماعة، وخذلهم عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه. فلما رأوا أنه لا قوة لهم على حرب رسول الله، طلبوا الصلح فصالحهم على أن يخرجوا من بلادهم ولهم ما حملت الإبل من خرثي متاعهم لا يخرجون معهم بذهب ولا فضة ولا سلاح، فتحملوا إلى الشأم وأسلم سلام بن...... 1 ويامين النضيري.
وكانت غنائمهم لرسول الله خالصة، ففرقها بين المهاجرين دون الأنصار إلا رجلين: أبا دجانة وسهل بن حنيف، فإنهما شكيا حاجة. وفي هذه الغزاة شرب المسلمون الفضيخ فسكروا، فنزل تحريم الخمر.