ابن اولغ طرخان التركي.
وتوفي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب بسر من رأى يوم الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة 254، وبعث المعتز بأخيه أحمد بن المتوكل، فصلى عليه في الشارع المعروف بشارع أبي أحمد، فلما كثر الناس واجتمعوا كثر بكاؤهم وضجتهم، فرد النعش إلى داره، فدفن فيها، وسنه أربعون سنة، وخلف من الولد الذكور اثنين: الحسن، وجعفر.
وتنكر المعتز لبغا وآثر صالحا وبابكباك، وصير إلى بابكباك أعمال المعاون بمصر، فولاها بابكباك من قبله أحمد بن طولون، فقدم أحمد بن طولون الفسطاط في شهر رمضان سنة 254.
وبلغ المعتز أن بغا قد عزم على الوثوب به، فدبر على قتله، فلما بلغه ذلك هرب، فصار إلى ناحية الموصل، وهو يقدر أن أكثر الأتراك وغيرهم يستلحقونه، فلم يلحقه أحد، فانصرف راجعا في زورق، فأخذه أصحاب المسالح، وكوتب المعتز بخبره، فأمر بضرب عنقه، فضربت عنقه، ونهبت داره، ونفي ابنه فارس إلى المغرب في سنة 254.
ولما خاف المعتز وثوب الأتراك أشخص من كان بسر من رأى من الهاشميين من أولاد الخلافة وغيرهم إلى بغداد لئلا يخلس الأتراك أحدا منهم.
وتلاحى أحمد بن طولون وأحمد بن المدبر، وهو عامل الخراج بمصر، وأفسد بينهما شقير الخادم المعروف بأبي صحبة، فكان شقير يتولى البريد وضياعا من ضياع الأقطار، وما يستعمل للسلطان من المتاع وإليه ينسب الدبيقي الشقيري، وكتب كل واحد منهما في صاحبه، فنصر بابكباك أحمد بن طولون.
وكان بابكباك الغالب على أمر الخليفة، وأعانه الحسن بن مخلد بن الجراح، وأبو نوح عيسى بن إبراهيم بن نوح، فكتب بعزل بن المدبر وتولية رجل من أهل مصر يقال له محمد بن هلال، فتولى الخراج، وقبض ابن طولون على ابن