بسم الله الرحمن الرحيم بعد الاتكال عليه سبحانه، أقدمنا على طبع هذا الكتاب الجليل، " معجم البلدان " للشيخ الامام شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، معتمدين على نسخة ليبزيك التي نشرها المستشرق الألماني وستنفليد بعد أن حققها مقابلا إياها على ثلاث نسخ: نسخة برلين ونسخة باريس ونسخة بطرسبرج.
غير اننا على ثقتنا بهذا العالم المشهور في عالم الاستشراق والتحقيق، لم نر بدا من أن نعهد بنسخته إلى محققين من أبناء الضاد، معروفين بتدقيقهم وسعة معارفهم، ذاك ليقيننا بأن كل ابن لغة أو فر علما بمذاهب كلام لغته، ودقائق تعابيرها ومدلولات ألفاظها، من سواه، أبناه اللغات الأخرى.
وسنصدر الكتاب أجزاء ليسهل اقتناؤه، وسنضيف إليه ذيلا تذكر فيه أسماء البلدان والا مكنة على الصورة التي هي عليها اليوم من أحوال جغرافية وعلمية وغيرها.
ورجاؤنا أن نحقق أمل المحسنين ظنا بنا في اخراج طبعة منقحة مصححة لهذا الكتاب الذي يمكننا أن نسميه تكملة " للسان العرب "، فكما أن لسان العرب معجم لغوي، فمعجم البلدان معجم جغرافي، ولا يخفى أن العلماء والأدباء والمتأدبين لا يسعهم أن يستغنوا عن كتاب يبين لهم مواقع ما يمر بهم في مطالعاتهم من بلدان ومدن وقرى وجبال وبحار وأنهار وأودية، وما يجدونه من أسماء من نبغ في كل موضع من المواضع، إلى ما هنالك بما يحويه هذا الكتاب الجزيل الفوائد، أيدنا الله بعون منه إنه الكريم المنان.
الناشرون