معجم البلدان - الحموي - ج ١ - الصفحة ١٢
وهذه الكتب المدونة في هذا الباب التي نقلت منها، ثم نقلت من دواوين العرب والمحدثين وتواريخ أهل الأدب والمحدثين، ومن أفواه الرواة، وتفاريق الكتب، وما شاهدته في أسفاري، وحصلته في تطوافي، أضعاف ذلك، والله الموفق إن شاء الله.
فأما الطبقة الأولى، فأسماء الأماكن في كتبهم مصحفة مغيرة، وفي حيز العدم مصيرة، قد مسخها من نسخها.
وأما الطبقة الثانية فإنها وإن وجدت لها أصول مضبوطة، وبخطوط العلماء منوطة مربوطة، فإنها غير مرتبة، ولشفاء العليل غير مسببة، لشدة الاختصار، وعدم الضبط والانتشار، لان قصدهم منها تصحيح الألفاظ، لا الإبانة عما عدا ذلك من الأغراض، والبحث عما يعترض فيها من الاعراض، فاستخرت الله تعالى، وجمعت ما شتتوه، وأضفت إليه ما أهملوه، ورتبته على حروف المعجم، ووضعته وضع أهل اللغة المحكم، وأبنت عن كل حرف من الاسم: هل هو ساكن أو مفتوح أو مضموم أو مكسور، وأزلت عنه عوارض الشبه، وجعلته تبرا بعد أن كان من الشبه، ثم أذكر اشتقاقه إن كان عربيا، ومعناه إن أحطت به علما إن كان عجميا، وفي أي إقليم هو وأي شئ طالعه، وما المستولي عليه من الكواكب، ومن بناه، وأي بلد من المشهورات يجاوره، وكم المسافة بينه وبين ما يقاربه، وبماذا اختص من الخصائص، وما ذكر فيه من العجائب، وبعض من دفن فيه من الأعيان والصالحين والصحابة والتابعين، ونبذا مما قيل فيه من الاشعار في الحنين إلى الأوطان، الشاهدة على صحة ضبطه والاتقان، وفي أي زمان فتحه المسلمون وكيفية ذلك، ومن كان أميره، وهل فتح صلحا أو عنوة لتعرف حكمه في الفئ والجزية، ومن ملكه في أيامنا هذه.
على أنه ليس هذا الاشتراط بمطاوع لنا في جميع ما نورده، ولا ممكن في قدرة أحد غيرنا، وإنما يجئ على هذا البلدان المشهورة، والأمهات المعمورة، وربما ذكر بعض هذه الشروط دون بعض على حسب ما أدانا إليه الاجتهاد، وملكناه الطلب والارتياد.
واستقصيت لك الفوائد جلها أو كلها، وملكتك عفوا صفوا عقدها وحلها، حتى لقد ذكرت أشياء كثيرة تأباها العقول، وتنفر عنها طباع من له محصول، لبعدها عن العادات المألوفة، وتنافرها عن المشاهدات المعروفة، وإن كان لا يستعظم شئ مع قدرة الخالق وحيل المخلوق، وأنا مرتاب بها نافر عنها متبرئ إلى قارئها من صحتها، لأنني كتبتها حرصا على إحراز الفوائد، وطلبا لتحصيل القلائد منها والفرائد، فإن كانت حقا فقد أخذنا منها بنصيب المصيب، وإن كانت باطلا فلها في الحق شرك ونصيب، لأنني نقلتها كما وجدتها، فأنا صادق في إيرادها كما أوردتها، لتعرف ما قيل في ذلك حقا كان أو باطلا، فإن قائلا لو قال: سمعت زيدا يكذب، لأحببت أن تعرف كيفية كذبه.
وها أئمة الحفاظ الذين هم القدوة في كل زمن، وعليهم الاعتماد في فرائض الشرع والسنن، لم يشترط أكثرهم في مسنده، وهي أحاديث الرسول التي تبتني عليها الاحكام، ويفرق بها بين الحلال والحرام، إيراد الصحيح دون السقيم، ونفي المعوج وإثبات المستقيم، ولم يخرجهم ذلك عن أن يعدوا في أهل الصدق،
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشرين 5
2 ترجمة المؤلف، رحمه الله 6
3 المقدمة 7
4 الباب الأول في صفة الأرض وما فيها من الجبال والبحار وغير ذلك 16
5 الباب الثاني في ذكر الأقاليم السبعة واشتقاقها والاختلاف في كيفيتها 25
6 الباب الثالث في تفسير الألفاظ التي يتكرر ذكرها في هذا الكتاب 35
7 الباب الرابع في أقوال الفقهاء في أحكام أراضي الفيء والغنيمة وكيف قسمة ذلك 44
8 الباب الخامس في جمل من أخبار البلدان 47
9 حرف الهمزة 49
10 باب الهمزة والألف وما يليهما 49
11 باب الهمزة والباء وما يليهما 59
12 باب الهمزة والتاء وما يليهما 87
13 باب الهمزة والثاء المثلثة وما يليهما 89
14 باب الهمزة والجيم وما يليهما 94
15 باب الهمزة والحاء وما يليهما 107
16 باب الهمزة والخاء وما يليهما 118
17 باب الهمزة والدال وما يليهما 125
18 باب الهمزة والذال وما يليهما 127
19 باب الهمزة والراء وما يليهما 133
20 باب الهمزة والزاي وما يليهما 167
21 باب الهمزة والسين وما يليهما 170
22 باب الهمزة والشين وما يليهما 194
23 باب الهمزة والصاد وما يليهما 205
24 باب الهمزة والضاد وما يليهما 213
25 باب الهمزة والطاء المهملة وما يليهما 215
26 باب الهمزة والظاء وما يليهما 219
27 باب الهمزة والعين وما يليهما 220
28 باب الهمزة والغين وما يليهما 223
29 باب الهمزة والفاء وما يليهما 226
30 باب الهمزة والقاف وما يليهما 233
31 باب الهمزة والكاف وما يليهما 239
32 باب الهمزة واللام وما يليهما 242
33 باب الهمزة والميم وما يليهما 249
34 باب الهمزة والنون وما يليهما 257
35 باب الهمزة والواو وما يليهما 273
36 باب الهمزة والهاء وما يليهما 283
37 باب الهمزة والياء وما يليهما 287
38 حرف الباء 298
39 باب الباء مع الهمزة وما يليهما 298
40 باب الباء والألف وما يليهما 302
41 باب الباء والباء أيضا وما يليهما 333
42 باب الباء والتاء وما يليهما 334
43 باب الباء والثاء وما يليهما 337
44 باب الباء والجيم وما يليهما 338
45 باب الباء والحاء وما يليهما 340
46 باب الباء والخاء وما يليهما 353
47 باب الباء والدال وما يليهما 356
48 باب الباء والذال وما يليهما 360
49 باب الباء والراء وما يليهما 362
50 باب الباء والرأي وما يليهما 408
51 باب الباء والسين وما يليهما 412
52 باب الباء والشين وما يليهما 424
53 باب الباء والصاد وما يليهما 429
54 باب الباء والضاد وما يليهما 442
55 باب الباء والطاء وما يليهما 444
56 باب الباء والعين وما يليهما 451
57 باب الباء والغين وما يليهما 455
58 باب الباء والقاف وما يليهما 470
59 باب الباء والكاف وما يليهما 474
60 باب الباء واللام وما يليهما 476
61 باب الباء والميم وما يليهما 494
62 باب الباء والنون وما يليهما 495
63 باب الباء والواو وما يليهما 502
64 باب الباء والهاء وما يليهما 514
65 باب الباء والياء وما يليهما 517