وتبرك به الملوك والاقيال وله شعر ورسائل ومصنفات.
قال الحافظ عبد العظيم: كان السلفي مغرى بجمع الكتب وما حصل له من المال يخرجه في ثمنها، كان عنده خزائن كتب لا يتفرغ للنظر فيها فعفنت وتلصقت لنداوة البلد [فكانوا يخلصونها بالفأس 1] فتلف أكثرها. ومما شوهد بخطه:
مولدي سنة اثنتين وسبعين تخمينا لا يقينا. قال حماد بن هبة الله سمعت السلفي يقول:
دخلت بغداد في شوال سنة ثلاث وتسعين فساعة. دخولي لم يكن لي هم الا ابن البطر فذهبت إليه وكان شيخا عسرا فقلت: قد جئت من أصبهان لأجلك، فقال: اقرأ. - وجعل الراء غينا، فقرأت عليه وانا متكئ من دماميل، فقال:
أبصر ذا الكلب، فاعتذرت بالدماميل وبكيت من قوله وقرأت سبعة عشر حديثا وخرجت ثم قرأت عليه نحوا من خمسة وعشرين جزءا، ولم يكن بذاك.
أخبرنا ابن علان إجازة عن القاسم بن علي بن عساكر انا أبى أنشدنا أبو سعد السمعاني بدمشق أنشدنا أبو العز محمد بن علي أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ لنفسه بميافارقين:
ان علم الحديث علم رجال * تركوا الابتداع للاتباع فإذا جن ليلهم كتبوه * وإذا أصبحوا غدوا للسماع أنشدنا بعلو أبو الحسين اليونيني انا جعفر بن علي أنشدنا السلفي - فذكرهما.
قال الوجيه عيسى بن عبد العزيز اللخمي: توفى السلفي صبيحة الجمعة خامس ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمس مائة وله مائة وست سنين [وحدث ليلة موته، وهو يرد اللحن الخفي على القارئ وصلى الصبح ومات فجأة. قلت: