أردت الجهاد، فدللت عليك لتحمل رجلتي (1)، وتعينني على ضعفي. قال: اجلس، فلما أمكنته الشمس وارتفعت ركع ركعات، ثم انصرف، وأومأ إلى اليماني فتبعه. قال: فجعل كلما مر بصوفة أو خرقة أو سلمة (2) نفضها، فأخذها. قال: فقلت:
والله ما زاد الذي دلني على هذا أن (3) لعب بي، أي شئ عند هذا من الخير بعد ما أرى؟ قال: فدخل داره، فألقى الصوفة مع الصوف، والخرقة مع الخرق، والسملة مع السمال. قال: ثم قال لغلام له: هات لي بعيرا ذلولا، قال: فأتي به ذلولا موقعا (4) سمينا. قال: ثم دعا بجهاز (5) فشد على البعير، ثم دعا بخطام فخطمه، ثم قال: هل من جوالقين (6)، فأتي بجوالقين، فأمر لي بدقيق، وسويق، وعكة من زيت، وقال: انظر ملحا وجرابا من تمر حتى إذا (7) لم يبق شئ (8) مما يحتاج إليه المسافر (9) إلا أعطانيه وكساني، ثم دعا بخمسة دنانير فدفعها إلي، فقال: هذه للطريق.
قال: فخرجت من عنده، وكان هذا فعل حكيم.