وأطيب أيام الهوى يومك الذي * تروع بالتحريش فيه والعتب وبالإسناد عن أبي الفرج الأصبهاني قال أخبرني جعفر بن قدامة حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال: كان أبو حفص الشطرنجي ينادم أبا عيسى بن الرشيدي ويقول له الشعر فينتحله، ويفعل مثل ذلك بأخيه صالح وأخته، وكذلك بعلية عمتهم، وكان بنو الرشيد جميعا يزورونه ويأنسون به، فمرض فعادوه جميعا سوى أبى عيسى، فكتب إليه:
إخاء أبى عيسى إخاء ابن ضده * وودى له ود ابن أم ووالد ألم يأته أن التأدب نسبة * تلاصق أهواه الرجال الأباعد فما ناله مستعذبا من جفائنا * موارد لم يعذب لنا من موارد سلام هي الدنيا قروض وإن * أخوك مديم الوصل عند الشدائد وبه عن الأصبهاني قال حدثني جعفر بن الحسين حدثني محمد بن هارون قال حدثت عن أبي حفص الشطرنجي قال قال لي الرشيد يوما: يا حبيبي لقد أحسنت ما شئت في بيتين قلتهما، قلت ماهما يا سيدي؟ فمن شرفهما استحسانك، فقال قولك:
لم ألق ذا شجن ينوح بحبه * إلا حسبتك ذلك المحبوبا حذرا عليك وإنني بك وائق * ألا ينال سواي منك نصيبا فقال: يا أمير المؤمنين ليسا لي، هما للعباس بن الأحنف، فقال: صدقك والله أجب إلى، ولك والله أحسن منهما حيث تقول:
إذا سرها أمر وفيه مساءتي * قضيت لها فيما تريد على نفسي وما مر يوم ارتجى فيه راحة * فأذكره إلا بكيت على أمسى قرأت على حامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر قال كتب إلى محمد بن أحمد أبو جعفر الشاهد أن أبا عبيد الله المرزباني أخبره قال أنشدني علي بن هارون عن أبيه لابي جعفر الشطرنجي:
وقد حسدوني قرب داري منكم * وكم من قريب الدار وهو بعد دخولك من باب الهوى إن أردته * يسير ولكن الخروج شديد وبه عن المرزباني قال أخبرني أحمد بن محمد الجوهري عن أحمد بن عبيد الله قال قال أبو حفص الشطرنجي: