حدثني أبو الرضا المبارك بن سعد الله الواسطي جارنا غير مرة قال: كان ابن الكواز وأصحابه لا يمكنون أحدا يعير عليهم معه خمر أو نبيذ إلا أراقوه، وكان ذلك في أراقوه، وكان ذلك في أيام السلطان مسعود والاعجام وأتباعهم والعسكرية وغلمانهم حينئذ كثيرون ببغداد، واشتد إنكار ابن الكواز عليهم وكثر حتى رفعوا ذلك إلى السلطان، فاتفق في بعض الأيام التي كان السلطان في مجلس له مشرف على دجلة وقد عبى له فيه الفواكه والرياحين وقرابات الخمر والمغاني وهو مشغول بشأنه فاجتازت سفينة في الشط فيها ابن الكواز وأصحابه قد رجعوا من زيارة قبر أحمد بن حنبل، فقال بعض من كان في مجلس السلطان: هذا ابن الكواز الذي يؤذينا، فأمر السلطان بإحضاره فجئ به سريعا إلى بين يديه فقال له: يا شيخ ما تظهر قوتك ولانكارك إلا على غلام عاجز أو خربنده ما معه قيمة شئ تافه حقير إن كنت تريد أن تعمل شيئا له قيمة وقدر فأظهر قوتك علينا وأراق ما في مجلسنا ومجالس أكابر من يخدمنا، وإلا ما في فعلك معنى، فقال: يا سلطان أنا أنكر على هؤلاء لأنهم على قدري، وأما الجبال * (ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * ولا ترى فيها عوجا ولا أمتا) * فبكى السلطان وقال: قد أذنت لك في صب ماها هنا، فأراقه كله في دجلة، وانفصل ذلك المجلس وتفرق من كان فيه: وخرج ابن الكواز إلى أصحابه جدلا.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطة قال: توفى عمر ابن الكواز المنكر يوم الاثنين سلخ جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وصلى عليه يوم الثلاثاء مستهل رجب، ذكر غيره أنه دفن بباب حرب.
1128 - عمر بن أبي الأزهر بن عامر، أبو حفص الحبار:
من أهل باب الأزج، سمع بإفادة مؤدبه خلف بن فضلان عن أبي طالب المبارك بن علي ابن محمد بن حضير، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا متيقظا لا بأس به، مولده بعد الثلاثين وخمسمائة.
أخبرنا عمر بن أبي الأزهر الحبار بقراءتي عليه أنبأ أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن حضير الصيرفي من لفظه سنة ثلاث وأربعين وخسمائة حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان