وان قال: ضعفه النسائي، كان المراد كتابة: (الضعفاء والمتروكين). وان نسب نصا إلى ابن عدي، قصد: أسامي من روى عنهم البخاري) في الغالب، وبقوله: أبو نصر الكلاباذي، يريد: كتابة (الهداية والارشاد إلى معرفة أهل الثقة والسداد). إلى غير ذلك من المصادر الشاهدة لما يرمي إليه من توثيق المصادر والرواة على السواء، وقد جمع في ايراد النصوص بين الاسناد والتجريد، أنه يسند المصدر برمته في مقدمة الكتاب كما مر، يجرد النصوص في ثناياه، ناسبا كلا منها إلى مؤلفه، فهو لا يثقله بالأسانيد اقتداء بمن كان قبله، ولا يدعها نهائيا مثل من جاء بعده، وهي طريقة مبتكرة للتخفيف في التأليف دون افراط أو تفريط، كحلقة ثالثة بين حلقتي الخلف والسلف (وخير الأمور أوسطها) 6) - استطرادات متفرقة:
بعد التعريف بالعلم وتوثيقه، يستطرد أثناء عرضه للترجمة معلومات تاريخية مهمة، وبعض الاخبار المتعلقة بتدوين الحديث، وعلم الجرح والتعديل، أو الخاصة بالمترجم نفسه تثري الكتاب وتضفي عليه حلة قشيبة من الحيوية والمرونة والاستئناس كرسالة عمر بن عبد العزيز لأبي بكر بن حزم في شان تدوين الحديث النبوي الشريف ومن أمثلة ذلك:
قال أبو أحمد (سمعت عبدان يقول: قرأ بعض أصحاب الحديث يوما على هشام بن عمار حديثا ليس من حديثه فقال: يا أصحاب الحديث، لا تفعلوا فان كتبي قد نظر فيها يحيى بن معين وأبو عبيد القاسم بن سلام) وهذه حيطة في غاية الدقة، يمتاز بها منهاج المحدثين في المحافظة على أصول السنة النبوية خلفا عن سلف.
وقال أبو داود السجستاني: (لا أحدث عن أبي الأشعث، وقال عبدان:
فقلت له: لم؟ لأنه كان يعلم المجان)