الطبع فقد راعينا المناسبة والتناسب ما أمكن وانما انخرم علينا ذلك فيما يتصل بالمجلد الثالث الذي طبع قديما.
الاختلافات بين نسختي كوپريلى ودار الكتب المصرية يقع بين النسختين اختلاف كثير فاما ما كان بالزيادة والنقص واختلاف الألفاظ والعبارات فقد نبه عليه في الحواشي، وأهم الاختلافات التقديم والتأخير فربما وقع بباب كامل وذلك قليل وقد نبه عليه في الحواشي أيضا، ويقع أكثر منه في ترتيب التراجم وقد نبه عليه أيضا، وأكثر منهما في ترتيب النصوص في التراجم الكبيرة فان المؤلف يسوق في الترجمة عدة نصوص كل نص منها تسند فيقع بين النسختين اختلاف كثير في ترتيب تلك النصوص، وأقرب ما يتبادر إلى الظن توجيه التقديم والتأخير في التراجم والنصوص بافتراض أن يكون المؤلف بيض الكتاب مرتين، لكن لو كان الواقع هكذا لما غير في المرة الثانية شيئا من الترتيب الأول الا لمناسبة، وانعام النظر في مواقع ذلك الاختلاف لا يطابق هذا، بل تارة يكون المناسب ما في هذه النسخة، وتارة ما في الأخرى، فلا بد من افتراض سبب آخر والذي يظهر أن المؤلف قيد في اصله أولا ما تحصل لديه من التراجم والنصوص وترك بياضا واسعا في جوانب كل صفحة ليضيف ما يجده بعد ذلك ثم كان يضيف في الجوانب إلى أن اجتمع ما رضيه فأذن لأصحابه ان ينتسخوا من ذلك الأصل فكان الناسخ يضع تلك الالحاق التي في الجوانب في المواضع الصالحة لها من المتن فاختلف الناسخان، فمن هنا جاء الاختلاف، ويشهد لهذا انه في بعض المواضع