وكان يدعو الناس لطاعة أهل البيت، وقد عرف ولاؤه لهم بين الناس واشتهر عنه، حتى وصفه العسقلاني: إنه من كبار الروافض (1).
وفي طبقات ابن سعد وتاريخ دمشق لابن عساكر: عن الفضيل بن مرزوق قال: سألت عمر بن علي بن الحسين بن علي، عن جعفر بن محمد قلت:
فيكم إنسان من أهل البيت مفترضة طاعته، تعرفون ذلك؟ ومن لم يعرف له ذلك مات ميتة جاهلية؟
فقال: لا والله ما فينا، من قال فينا فهو كذاب.
قال: فقلت لعمر بن علي: رحمك الله إن هذه منزله، أنهم يزعمون أن النبي (صلى الله عليه وآله) أوصى إلى علي وأن عليا أوصى إلى الحسن، وأن الحسن أوصى إلى الحسين، وأن الحسين أوصى إلى ابنه علي بن الحسين، وأن عليا أوصى إلى ابنه محمد بن علي؟
قال: والله لقد مات أبي فما أوصى بحرفين. ما لهم؟ قاتلهم الله، والله إن هؤلاء إلا متاكلين بنا، هذا خنيس الحر وما خنيس الحر؟
قال: قلت: المعلى بن خنيس؟
قال: نعم، المعلى بن خنيس، والله لقد فكرت على فراشي طويلا أتعجب من قوم لبس الله عقولهم حتى أضلهم المعلى بن خنيس (2).
إن هذا الحوار الذي دار بين عمر بن علي بن الحسين وبين الفضيل بن مرزوق، يظهر منه أن المعلى بن خنيس كان يدعو الناس إلى الاعتقاد بالوصية للإمام، وأنه مفروض الطاعة، لكن يبقى في الرواية نفي عمر بن علي القاطع للاعتقاد بالوصية والطاعة، علما أن الشيخ المفيد قد وصفه فاضلا جليلا ورعا سخيا (3)، وهو أخو