ومن هنا أن المتتبع، قليل التأمل، والمتأمل، قليل التتبع.
وعمدة الكتب المرجوع إليها بعد كتاب النجاشي، كتابا الشيخ والخلاصة.
ومن الظاهر أن بناء الشيخ والعلامة، كان على كثرة التصنيف، كما يشهد به مصنفاتهما. ولذا وقعا فيما وقعا، - كما تقدم شطر منه، وسيأتي - وهذا بخلاف النجاشي، فإنه مع قلة كتبه، يشهد التتبع في رجاله، أن بنائه كان على التأمل والتثبت، ولذا يقدم قوله على غيره.
ومما ذكرنا، يظهر ضعف ما عن السيد الجزائري في غاية المرام، في تعارض قولهما، في سالم بن مكرم (1)، من نفي الريب في أن الشيخ أثبت.
كما أنه لو تعارض نقله في ذكر الأخبار مع الكليني، يقدم نقله عليه أيضا، لما عرفت، مع ما ظهر من طريقة الكليني من التثبت والضبط.
ومنه تعارض نقلهما، في ذكر رواية اشتباه دم القرحة بالحيض، فإن الظاهر اعتبار الطرف الأيسر في الحيض، والأيمن فيها، على ما هو مقتضى رواية الكافي دون العكس، كما تقتضيه رواية بعض نسخ التهذيب (2)، لو لم نقل برجحان روايته بمرجح آخر، بناء على العمل بالرواية دون طرحها لاضطرابها ومخالفة الاعتبار كما في المستند حاكيا عن والده العلامة من أنه قال: كل امرأة رأيناها