الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ٨٥
واستظهر توثيقه الشيخ البهائي (1) ومال إليه المحقق الشيخ حسن (2).
(١) فان البهائي - رحمه الله - ذكر في مقدمة كتابه (مشرق الشمسين - ص ١٠) طبع إيران ما هذا نصه: (قد يدخل في أسانيد بعض الأحاديث من ليس له ذكر في كتب الجرح والتعديل بمدح ولا قدح، غير أن أعاظم علمائنا المتقدمين - قدس الله أرواحهم - قد اعتنوا بشأنه، وأكثروا الرواية عنه، وأعيان مشايخنا المتأخرين - طاب ثراهم - قد حكموا بصحة روايات هو في سندها، والظاهر أن هذا القدر كاف في حصول الظن بعدالته) ثم ذكر البهائي - رحمه الله - جماعة من أولئك وعد منهم أبا الحسين علي بن أبي جيد، فقال: (فان الشيخ - رحمه الله - يكثر الرواية عنه، سيما في (الاستبصار) وسنده أعلى من سند المفيد لأنه يروي عن محمد بن الحسن بن الوليد بغير واسطة، وهو من مشايخ النجاشي أيضا، فهؤلاء وأمثالهم من مشائخ الأصحاب لنا ظن بحسن حالهم وعدالتهم، وقد عددت حديثهم في (الحبل المتين) وفي هذا الكتاب في الصحيح جريا على منوال مشايخنا المتأخرين ونرجو من الله - سبحانه - أن يكون اعتقادنا فيهم مطابقا للواقع).
(2) الشيخ حسن - هذا - هو ابن زين الدين الشهيد الثاني العاملي، وكانت ولادته سنة 959 ه، ووفاته سنة 1011 ه، وقد مال إلى توثيق علي بن أبي جيد في الفائدة التاسعة من مقدمة كتابه (منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان) (ج 1 - ص 35) طبع طهران سنة 1379 ه، فقد قال فيها (... يروي المتقدمون من علمائنا - رضي الله عنهم - عن جماعة من مشائخهم الذين يظهر من حالهم الاعتناء بشأنهم وليس لهم ذكر في كتب الرجال، والبناء على الظاهر يقتضي إدخالهم في قسم المجهولين، ويشكل بأن قرائن الأحوال شاهدة ببعد اتخاذ أولئك الاجلاء الرجل الضعيف أو المجهول شيخا يكثرون الرواية عنه ويظهرون الاعتناء به، ورأيت لوالدي - رحمه الله - كلاما في شأن مشائخ الصدوق قريبا مما قلنا) ثم قال:
(ومن هذا الباب رواية الشيخ عن أبي الحسين بن أبي جيد فإنه غير مذكور في كتب الرجال، والشيخ - رحمه الله - يؤثر الرواية عنه غالبا لأنه أدرك محمد بن الحسن بن الوليد - على ما يفيده كلام الشيخ - فهو يروي عنه بغير واسطة، والمفيد وجماعة إنما يروون عنه بالواسطة، فطريق ابن أبي جيد أعلى، وللنجاشي أيضا روايات كثيرة عنه، مع أنه ذكر في كتابه جماعة من الشيوخ وقال: إنه ترك الرواية عنهم لسماعه من الأصحاب تضعيفهم).