الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ٧٧
كتب إليه أمير المؤمنين - عليه السلام - كتابا يلومه فيه على أمر مرجوح لا يليق بالخواص من الناس ارتكابه، ومنه يعلم جلالة قدره وعظم منزلته (1).
ولما أتى (الناكثون) (2) إلى البصرة برز إليهم عثمان بالحرب والقتال
(1) الكتاب الذي كتبه أمير المؤمنين - عليه السلام - إليه ذكره الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة (ج 2 ص 42) طبع بيروت سنة 1885 ميلادية، قال: (ومن كتاب له - عليه السلام - إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامله على البصرة، وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها: (أما بعد) يا بن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك فالفظه، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه، ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدي به، ويستضئ بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه. ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد. فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا... فاتق الله يا بن حنيف ولتكفك أقراصك ليكون من النار خلاصك).
(2) الناكثون: هم الذين نكثوا بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) وخرجوا لحربه في البصرة - يوم الجمل - بزعامة (أم المؤمنين) عائشة وطلحة والزبير. ولقد ورد فيهم وفي القاسطين - اتباع معاوية - والمارقين - وهم خوارج النهروان - قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام):
(تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين) والحديث مروي من طرق الفريقين كافة