الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ١٩٨
أهل الشام. والأول أشهر (1).
(١) قال أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب - باب الكنى (اختلف في وقت وفاته: فذكر خليفة عن الأصمعي قال: سألت قومه فقالوا: مات في حياة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهذا لم يتابع عليه قائله، وقيل: إنه توفي سنة ٢٠ ه، أو سنة ٢١ ه، وقيل: إنه أدرك صفين وشهدها مع علي - عليه السلام - وهو الأكثر وقيل: إنه قتل بها، حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا الحسن بن رشيق، قال:
حدثنا الدولابي، قال: حدثنا أبو بكر الوجيهي، عن أبيه، عن صالح بن الوجيه قال: وممن قتل بصفين عمار، وأبو الهيثم بن التيهان، وعبد الله بن بديل، وجماعة من البدريين - رحمهم الله - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق أبو عقيل، قال: قال أبو نعيم: أبو الهيثم بن التيهان اسمه مالك، والتيهان اسمه عمرو بن الحارث، أصيب أبو الهيثم مع علي - رضي الله عنهما - يوم صفين، هذا قول أبي نعيم وغيره).
وذكر هذه الروايات عن الاستيعاب ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة (ج ١٠ ص ٥٣٩) طبع مصر سنة ١٣٢٩ ه، في شرح خطبه الإمام علي أمير المؤمنين - عليه السلام - التي يحرضهم فيها على الجهاد مع معاوية في صفين، والتي يقول فيها:... (ماضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص، ويشربون الرنق؟ قد - والله - لقوا الله فوفاهم أجورهم وأحلهم دار الامن بعد خوفهم، أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة...) وابن أبي الحديد بعد أن ذكر هذه الخطبة وذكر الروايات في تاريخ وفاته عن ابن عبد البر في الاستيعاب قال: (... قلت. وهذه الرواية (أي رواية قتل عمار يوم صفين) أصح من قول ابن قتيبة في كتاب (المعارف): (وذكر قوم أن أبا الهيثم شهد صفين مع علي - عليه السلام - ولا يعرف ذلك أهل العلم ولا يثبتونه) فان تعصب ابن قتيبة معلوم، وكيف يقول: لا يعرفه أهل العلم وقد قاله أبو نعيم وقاله صالح بن الوجيه، ورواه ابن عبد البر، وهؤلاء شيوخ المحدثين).
وما ذكره ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم المتوفى سنة ٢٧٦ ه من كلامه المذكور في المعارف (ص 270) سنة 1960 م، أخذه من كلام أبي عبد الله محمد ابن عمر الواقدي صاحب المغازي المتوفى سنة 207 ه، فقد ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج 3 ص 448) طبع بيروت: (حدثنا محمد بن عمر (يعني الواقدي) قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، قال: سمعت شيوخ أهل الدار - يعني بني عبد الأشهل - يقولون: مات أبو الهيثم سنة عشرين بالمدينة قال محمد بن عمر (يعني الواقدي): وهذا أثبت عندنا ممن روى: أن أبا الهيثم شهد صفين مع علي بن أبي طالبوقتل يومئذ، ولم أر أحدا من أهل العلم قبلنا يعرف ذلك ولا يثبته، والله أعلم).
وخطبة الامام أمير المؤمنين علي - عليه السلام - التي ذكرها ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة والتي ذكرنا شطرا منها - آنفا - تكذبهما، فلاحظ.