وهو منهج للتكهن بالعلة استنتاجا من فحص موقف يحتوي على ظاهرة واحدة بقي علينا أن نفسرها.
وهذا المنهج يتضمن تطبيقا لمبدأ الافتراق ابتداء من المعلول لنكتشف العلة.
فمثلا: إذا كان معلوما أن المعلول A يفسره X، وأن X لها مفعول كامل في A، فإنه إذا حدثت A مصحوبة ب B فإنه ينتج عن مبدأ الافتراق أن شيئا آخر غير X هو علة B.
ومن الأمثلة المشهورة على هذا المنهج التجربة التي قام بها الفيزيائي الفرنسي الشهير (أراجو Arago) حين جاء بإبرة ممغطسة وعلقها في خيط من الحرير، وحرك الإبرة، فإنه وجد أنها تصل إلى حالة السكون على نحو أسرع لو وضعنا تحتها لوحة من النحاس، مما لو لم نضع مثل هذه اللوحة.
فتساءل: ربما كانت ظاهرة زيادة الإسراع إلى السكون راجعة إلى مقاومة الهواء، أو طبيعة مادة الخيط، لكن تأثير هذين العاملين: الهواء ونوع الخيط، كان معروفا بالدقة مع عدم وجود لوحة النحاس، فالعنصر الباقي وهو لوحة النحاس هو - إذن - العلة في زيادة الإسراع إلى السكون).
ونستخلص من هذا:
1 - أن استيوارت مل اعتمد في وضع قوانينه الخمسة المذكورة على (مبدأ العلية) و (مبدأ الإطراد في الحوادث).
2 - يريد بمنهج الإتفاق: التلازم في الوجود بين العلة والمعلول، بمعنى أنه إذا وجدت العلة وجد المعلول.
3 - يريد بمنهج الافتراق: التلازم في العدم بين العلة والمعلول، بمعنى أنه إذا عدمت عدم المعلول.
وبتعبير آخر: إذا لم توجد العلة لم يوجد المعلول.