واستدل قوم: بقوله تعالى: " ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه " {2} الآية. وقالوا: حظر الكتمان يقتضي وجوب الاظهار، ووجوب ذلك يقتضي وجوب القبول، والا فلا فائدة في الآية وهذه الآية أيضا لا دلالة فيها من وجوه:
منها: ما قدمناه في الآية الأولى من ان هاهنا مواضع كثيرة يجب الانذار فيها والتخويف، وان لم يجب القبول على المنذر الا أن ينضاف إليه امر آخر فكذلك القول في الاظهار.
ومنها: انه ليس في الآية الا تحريم كتمان ما أنزله الله تعالى في الكتاب، وظاهر ذلك يقتضي ان المراد به القرآن وذلك يوجب]
____________________
{1} قوله (والثاني انه ليس من يمنع الخ) حاصله لو جوزنا حصول العلم بخبر العدل، لا نجعله أقرب من المنع من دليل الخطاب، قلنا المنع للمعارض.