عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ١ - الصفحة ٢٤١

____________________
والمناقشة في مثال الواحد والعشرة سهلة، فلا يخفى ما في هذا التوجيه من التعسف، ومن الشاهد على ما ذكرنا عبارته في المواقف حيث قال في مبحث النبوات: وجواب الأول منع مساواة حكم الكل لحكم كل واحد، لما يرى من قوة العشرة على تحريك ما لا يقوى عليه كل واحد (1).
وقال شارحه عند قوله (حكم الكل): من حيث هو كل (2).
فالتحقيق في الجواب عن الدليل الأول على الشرطية أن يقال: لم لا يجوز أن يكون عدم جواز كذب كل واحد لمنافاة وقوع خبر واحد كذب الآخرين، ان كان العلم الحاصل بالتواتر نظريا أو لاجراء الله تعالى عادته بفعل العلم عقيب انضمام الاخبار على الشروط الآتية ان كان بديهيا.
أو يقال: لا نسلم انتفاء المنافاة بين كذب واحد وكذب الآخرين، و هذا السند ينطبق على زعم من يجوز كذب بعض أقل عدد التواتر وسيجئ ما فيه.
وفي الجواب عن الدليل الثاني على الشرطية: أن يقال لا نسلم ان تجويز الملزوم مطلقا يستلزم تجويز اللازم، انما المسلم ان تجويز الملزوم بالتجويز الواحد يستلزم تجويز اللازم، وتجويز الملزوم هنا تجويزات متعددة موزعة على اجزائه ملحوظا كل واحد منها بانفراده.
نعم لو جعل التجويز جزء من المحمول وجعل الشرطية هكذا: لو صدق هذا الخبر جائز الكذب في الجملة، وهذا الخبر جائز الكذب في الجملة،

(١) المواقف، الموقف السادس في السمعيات، المرصد الأول في النبوات، المقصد الثالث في امكان البعثة.
(٢) شرح المواقف، الموقف السادس في السمعيات، المرصد الأول في النبوات المقصد الثالث في امكان البعثة.
(٢٤١)
مفاتيح البحث: البعث، الإنبعاث (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة مقدمة المؤلف 3
2 فصل في ماهية أصول الفقه وانقسامها وكيفية أبوابها 18
3 فصل في بيان حقيقة العلم وأقسامه ومعنى الدلالة وما يتصرف منها 45
4 فصل في ذكر أقسام أفعال المكلف 123
5 فصل في حقيقة الكلام وبيان أقسامه وجملة من أحكامه وترتيب الأسماء 138
6 فصل في ذكر ما يجب معرفته من صفات الله تعالى وصفات النبي صلى الله عليه وآله وصفات الأئمة عليهم السلام حتى يصح معرفة مرادهم 174
7 فصل في ذكر الوجه الذي يجب أن يحمل عليه مراد الله بخطابه 201
8 (الكلام في الأخبار) فصل في حقيقة الخبر وما به يصير خبرا وبيان أقسامه 230
9 فصل في ان الاخبار قد يحصل عندها العلم وكيفية حصوله وأقسام ذلك 239
10 في كيفية حصول العلم 243
11 فصل في ان الاخبار المروية ما هو كذب والطريق الذي يعلم به 276
12 فصل في ذكر الخبر الواحد وجملة من القول في أحكامه 286
13 رد أدلة من أوجب العمل بخبر الواحد 307
14 مذهب المصنف في الخبر الواحد 336
15 فصل في ذكر القرائن التي تدل على صحة أخبار الآحاد أو على بطلانها وما يرجح به الاخبار بعضها على بعض وحكم المراسيل (التعادل والتراجيح) 367