ان أخبار البلدان والوقائع والملوك وهجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومغازيه وما يجرى هذا المجرى يجوز أن يكون ضرورة من فعل الله تعالى، ويجوز أن يكون مكتسبة من فعل العباد وأما ما عدا أخبار البلدان وما ذكرناه مثل العلم بمعجزات النبي صلى الله عليه وآله، وكثير من أحكام الشريعة، والنص الحاصل على الأئمة عليهم السلام، فيقطع على انه مستدل عليه (2).
وهذا المذهب عندي أوضح من المذهبين جميعا وإنما قلنا بهذا المذهب لأنه لا دليل هاهنا يقطع به على صحة أحد المذهبين]
____________________
{1} قوله (وذهب سيدنا المرتضى أدام الله علوه الخ) السيد ذهب إلى تقسيم الاخبار المتواترة مطلقا، لا تقسيم الاخبار المتواترة التي يحصل عندها العلوم لكل عاقل، كما تدل العبارة المنقولة من الذخيرة بعد ذلك، بل الظاهر من الذريعة ان المرتضى توقف في القسم الأول. ثم بعد تسليم كونها ضرورية توقف في القسم الأخير، وان كان عبارته في الشرط المختص ظاهرها يدل على عدم توقفه في الأخير وكذا الظاهر منها ان أبا هاشم جعل القسم الأول ضروريا، وتوقف في الا خير (3).