وكان طالوت رجلا دباغا وقال السدي سقاء وكان من سبط بنيامين وكان سبطا لا نبوءة فيه ولا ملك ثم إن بني إسرائيل تعنتوا وحادوا عن أمر الله وجروا على سننهم فقالوا أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال أي لم يؤت مالا واسعا يجمع به نفوس الرجال ويغلب به أهل الأنفة قال ع وترك القوم السبب الأقوى وهو قدر الله وقضاؤه السابق وأنه مالك الملك فاحتج عليهم نبيهم بالحجة القاطعة وبين لهم مع ذلك تعليل اصطفاء طالوت ببسطته لا في العلم وهو ملاك الانسان والجسم الذي هو معينه في الحرب وعدته عند اللقاء واصطفى مأخوذ من الصفوة والجمهور على أن العلم في هذه الآية يراد به العموم في المعارف وقيل المراد علم الحرب وأما جسمه فقال وهب بن منبه أن أطول رجل في بني إسرائيل كان يبلغ منكب طالوت ت قال أبو عبيد الهروي قوله وزاده بسطة في العلم والجسم أي انبساطا أن وتوسعا في العلم وطولا وتماما في الجسم انتهى من شرحه لغريبي القرآن وأحاديث النبي عليه السلام ولما علم نبيهم عليه السلام تعنتهم وجدالهم تمم كلامه بالقطع الذي لا اعتراض عليه وهو قوله والله يؤتي ملكه من يشاء وظاهر اللفظ أنه من قول نبيهم عليه السلام وذهب بعض المتأولين إلى أنه من قول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم والأول أظهر وواسع معناه وسعت قدرته وعلمه كل شئ وأما قول النبي لهم أن آية ملكه فإن الطبري ذهب إلى أن بني إسرائيل تعنتوا وقالوا لنبيهم وما آية ملك طالوت وذلك على جهة سؤال الدلالة على صدقه في قوله إن الله بعثه قال ع ويحتمل أن نبيهم قال لهم ذلك على جهة التغليظ والتنبيه على هذه النعمة التي قرنها بملك طالوت دون تكذيب منهم لنبيهم وهذا عندي أظهر من لفظ الآية وتأويل الطبري أشبه بأخلاق بني إسرائيل الذميمة فإنهم أهل تكذيب وتعنت واعوجاج
(٤٩٠)