وقد حكى الطبري معناه عن ابن عباس وغيره واختلف في كيفية إتيان التابوت فقال وهب لما صار التابوت عند القوم الذين غلبوا بني إسرائيل وضعوه في كنيسة لهم فيها أصنام فكانت الأصنام تصبح منكسة فجعلوه في قرية قوم فأصاب أولئك القوم أوجاع فقالوا ما هذا الا لهذا التابوت فلنرده إلى بني إسرائيل فأخذوا عجلة فجعلوا التابوت عليها وربطوها ببقرتين فأرسلوهما في الأرض نحو بلاد بني إسرائيل فبعث الله ملائكة تسوق البقرتين حتى دخلتا به على بني إسرائيل وهم في أمر طالوت فأيقنوا قال بالنصر وقال قتادة والربيع كان هذا التابوت مما تركه موسى عند يوشع فجعله يوشع في البرية ومرت عليه الدهور حتى جاء وقت طالوت فحملته الملائكة في الهواء حتى وضعته بينهم فاستوثقت بنو إسرائيل عند ذلك على طالوت وقيل غير هذا والله أعلم وقوله تعالى سكينة من ربكم الآية قال ابن عباس السكينة طست من ذهب من الجنة وقال مجاهد السكينة لها رأس كراس الهرة وجناحان وذنب وقال عطاء السكينة ما يعرفون من الآيات فيسكنون إليها وقال قتادة سكينة من ربكم أي وقار لكم من ربكم قال ع والصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة من بقايا الأنبياء وآثارهم عن تسكن إلى ذلك النفوس وتأنس به ثم قرر تعالى أن مجئ التابوت آية لهم أن كانوا
(٤٩١)