بين يدي الله سبحانه، وقال الربيع: القنوت: طول القيام، وطول الركوع.
وقال قوم: القنوت: الدعاء، و (قانتين): معناه داعين، روي معناه عن ابن عباس.
وقول تعالى: (فإن خفتم فرجالا أو ركبانا...) الآية، أمر الله تعالى بالقيام له في الصلاة بحالة قنوات، وهو الوقار والسكينة، وهدو الجوارح، وهذا على الحالة الغالبة من الأمن والطمأنينة، ثم ذكر تعالى حالة الخوف الطارئة أحيانا، فرخص لعبيده في الصلاة (رجالا): متصرفين على الأقدام، و (ركبانا): على الخيل والإبل ونحوهما، إيماء، وإشارة بالرأس، حيث ما توجه، هذا قول جميع العلماء، وهذه هي صلاة الفذ الذي قد ضايقه الخوف على نفسه في حال المسايفة، أو من سبع يطلبه، أو عدو يتبعه، أو سيل يحمله، وبالجملة فكل أمر يخاف منه على روحه، فهو مبيح ما تضمنته هذه الآية.
وأما صلاة الخوف بالإمام، وانقسام الناس، فليس حكمها في هذه الآية، وسيأتي، إن شاء الله في " سورة النساء ".
والركبان: جمع راكب، وهذه الرخصة في ضمنها، بإجماع من العلماء: أن يكون الإنسان حيث ما توجه ويتقلب ويتصرف بحسب نظره في نجاة نفسه.
* ت *: وروى أبو داود في " سننه "، عن عبد الله بن أنيس، قال: " بعثني رسول