ثم أحياهم، وأمرهم بالجهاد، بقوله: (وقاتلوا في سبيل الله...) الآية.
وروى ابن جريج عن ابن عباس، أنهم كانوا من بني إسرائيل، وأنهم كانوا أربعين ألفا، وثمانية آلاف، وانهم أميتوا، ثم أحيوا، وبقيت الرائحة على ذلك السبط من بني إسرائيل إلى اليوم، فأمرهم الله بالجهاد ثانية، فذلك قوله: (وقاتلوا في سبيل الله).
قال * ع *: وهذا القصص كله لين الإسناد، وإنما اللازم من الآية أن الله تعالى أخبر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم إخبارا في عبارة التنبيه، والتوقيف عن قوم من البشر خرجوا من ديارهم فرارا من الموت، فأماتهم الله، ثم أحياهم، ليعلموا هم وكل من خلف بعدهم، أن الإماتة إنما هي بإذن الله لا بيد غيره، فلا معنى لخوف خائف، وجعل الله تعالى هذه الآية مقدمة بين يدي أمره المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالجهاد، هذا قول الطبري، وهو ظاهر رصف الآية.
والجمهور على أن (ألوف) جمع ألف، وهو جمع كثرة، وقال ابن زيد في لفظة (ألوف): إنما معناها، وهم مؤتلفون.
وقوله تعالى: (إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون /...) الآية: تنبيه على فضله سبحانه على هؤلاء القوم الذين تفضل عليهم بالنعم، وأمرهم بالجهاد، وألا يجعلوا الحول والقوة إلا له سبحانه، حسبما أمر جميع العالم بذلك، فلم يشكروا نعمته في جميع هذا، بل استبدوا وظنوا أن حولهم وسعيهم ينجيهم، وهذه الآية تحذير لسائر الناس من مثل هذا الفعل، أي: فيجب أن يشكر الناس فضله سبحانه، في إيجاده لهم، ورزقه إياهم، وهدايته بالأوامر والنواهي، فيكون منهم المبادرة إلى امتثالها، لا