والعفو: ترك العقوبة، والصفح: الإعراض عن المذنب، كأنه يولي صفحة العنق، قال ابن عباس: هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: (قاتلوا الذين لا يؤمنون) [التوبة: 29] الآية إلى قوله: (صاغرون) (1).
وقيل: بقوله: (اقتلوا المشركين) (2) [التوبة: 5]، وقال قوم: ليس هذا حد المنسوخ، لأن هذا في نفس الأمر كان التوقيف على مدته.
* ت *: وينبغي للمؤمن أن يتأدب بآداب هذه الآية، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات "؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال:
" تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك " خرجه النسائي (3). انتهى من " الكوكب الدري " لأبي العباس أحمد بن سعد التجيبي.
وقوله تعالى: (إن الله على كل شئ قدير): مقتضاه في هذا الموضع: وعد للمؤمنين.
وقوله تعالى: (و أقيموا الصلاة...) الآية: قال الطبري (4): إنما أمر الله المؤمنين هنا بالصلاة والزكاة ليحط ما تقدم من ميلهم إلى قول اليهود: (راعنا) [البقرة: 104]، لأن ذلك نهي عن نوعه، وقوله: (تجدوه)، أي: تجدوا ثوابه، وروى ابن المبارك في " رقائقه " بسنده قال: " جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مالي لا أحب الموت؟ فقال: هل لك مال؟ قال: نعم، يا رسول الله، قال: فقدم مالك بين يديك، فإن