تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ١ - الصفحة ٢٩٥
ترتبط بالإرادة وعلى أن الحسن والقبح في الأحكام إنما هو من جهة الشرع لا بصفة نفسية والتخصيص من العموم يوهم أنه نسخ وليس به لأن المخصص لم يتناوله العموم قط وقول تناوله العموم لكان نسخا والنسخ لا يجوز في الأخبار وإنما هو

٦٤)، " الإبهاج " لابن السبكي (١ / ٦١، ١٣٨)، " الآيات البينات " لابن قاسم العبادي (١ / ٨٧ - ٨٨)، " تخريج الفروع " (٢٤٤)، " حاشية العطار على جمع الجوامع " (١ / ٧٧ - ٨١)، " المعتمد " لأبي الحسين (٢ / ٣٢٧)، " شرح التلويح على التوضيح " لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (١ / ١٧٣)، " نسمات الأسحار " لابن عابدين (٤٥)، " شرح المنار " لابن ملك (٣٥)، " ميزان الأصول " للسمرقندي (١ / ١٥٠ - ١٥١)، " الكوكب المنير " للفتوحي (٩٥).
(١) معلوم أن التخصيص و النسخ يشتركان في أن كل واحد منهما بيان ما لم يرد باللفظ، إلا أنهما يفترقان في أمور، وهي أن التخصيص يبنى أن العام لم يتناول المخصوص، و النسخ يرفع بعد الثبوت، و أن التخصيص لا يرد إلا على العام، و النسخ يرد عليه و على غيره. و أنه يجب أن يكون متصلا، و النسخ لا يكون إلا متراخيا. و أنه لا يجوز إلى أن لا يبقى شئ، و النسخ يجوز. و أنه قد يكون بأدلة السمع و غيرها، و النسخ لا يجوز إلا بالسمع. و أنه يكون معلوما و مجهولا. و النسخ لا يكون إلا معلوما. و أنه لا يخرج المخصوص منه من كونه معلوما به في مستقبل الزمان، و النسخ يخرج المنسوخ عن ذلك. وأنه يرد في الأخبار و الأحكام، و النسخ لا يرد إلا في الأحكام. و أن دليل الخصوص يقبل التعليل و دليل النسخ لا يقبله.
ينظر: " النسخ " لشيخنا إمام إبراهيم عيسى ص ٩١.
(٢) تنوعت آراء الأصوليين في موضوع النسخ، فمنهم من ذهب إلى أن النسخ كما يكون في الأوامر و النواهي يكون في الأخبار. و ينسب لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم و السدي حيث قالا: " قد يدخل النسخ على الأمر والنهي و على جميع الأخبار " و لم يفصلا، و تابعهما على هذا القول جماعة.
قال أبو جعفر: " و هذا القول عظيم جدا يئول إلى الكفر "، لأن قائلا لو قال: " قام فلان " ثم قال: " لم يقم " ثم قال: " نسخته " لكان كاذبا.
و بعضهم ذهب إلى أن أمر الناسخ و المنسوخ موكول إلى الإمام، فله أن ينسخ ما شاء. و هذا القول أعظم، لأن النسخ لم يكن إلى النبي صلى الله عليه وآله و سلم إلا بالوحي من الله (تعالى)، إما بقرآن مثله على قول قوم، و إما يوحي من غير القرآن، فلما ارتفع هذا بموت النبي صلى الله عليه وآله و سلم ارتفع النسخ.
و منهم من ذهب إلى أن النسخ يكون في الأوامر و النواهي، و أما الأخبار فيفصل فيها بين ما فيه حكم، فيجوز النسخ فيه، و بين ما لا حكم فيه، فلا يجوز.
و منهم من ذهب إلى أن النسخ يكون في الأوامر و النواهي خاصة.
و هذا المذهب حكاه هبة الله بن سلامة عن مجاهد، و سعيد بن جبير، و عكرمة بن عمار.
و هناك مذهب خامس، عليه أئمة العلماء، و هو أن النسخ إنما يكون في المتعبدان، لأن لله (عز وجل) أن يتعبد خلقه بما شاء إلى أي وقت شاء، ثم يتعبدهم بغير ذلك، فيكون النسخ في الأوامر و النواهي و ما كان في معناهما مثل قوله تعالى: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك) [النور: 3] وقوله تعالى في سورة يوسف - عليه السلام -: (قال تزرعون سبع سنين دأبا) [يوسف: 47] فالأولى مثال للخبر الذي بمعنى النهي، لأن المعنى. لا تنكحوا زانية و لا مشركة.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 5
2 المبحث الأول: نبذة عن حياة الثعالبي - اسمه وكنيته ولقبه - رحلاته وشيوخه 9
3 1 - محمد بن خلفه بن عمر التونسي 12
4 2 - ولي الدين العراقي 13
5 3 - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر مرزوق 14
6 4 - أبو القاسم بن أحمد بن محمد المعتل البلوي 17
7 5 - علي بن عثمان بن المنجلاتي 19
8 6 - احمد النقاوسي البجاني 19
9 7 - عيسى بن أحمد بن محمد بن محمد الغبريني 19
10 8 - سليمان بن الحسن البوزيدي 20
11 9 - محمد بن علي بن جعفر الشمس 21
12 10 - عمر بن محمد القلشاني 22
13 11 - علي بن موسى البجائي 22
14 12 - البساطي 23
15 13 - أبو الحسن علي بن محمد البليليتي 23
16 14 - أبو يوسف يعقوب الزغبي - شيوخه الدين لم يذكره في رحلته 23
17 1 - عبد الله بن مسعود التونسي 23
18 2 - عبد العزيز بن موسى بن معطي العبدوسي 24
19 3 - عبد الواحد الغرياني - تلاميذه 25
20 1 - محمد بن محمد بن أحمد بن الخطيب 25
21 2 - محمد بن يوسف بن عمر شعيب السوسني 26
22 3 - أبو العباس أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي 29
23 4 - محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي 30
24 5 - علي بن محمد التالوتي الأنصاري 32
25 6 - علي بن عباد التستري البكري 33
26 7 - أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي القاسي الشهير بزروق 33
27 - مصنفات الثعالبي 36
28 - ثناء العلماء عليه 38
29 - المبحث الثاني: التفسير قبل أبي زيد الثعالبي 40
30 - التفسير لغة 40
31 - التفسير اصطلاحا 41
32 - التأويل لغة 42
33 - التأويل اصطلاحا 43
34 - الفرق بين التفسير والتأويل 44
35 - حاجة الناس إلى التفسير 46
36 - فهم الصحابة للقران الكريم 50
37 - أشهر مفسري القران من الصحابة 52
38 1 - علي بن أبي طالب 52
39 2 - عبد الله بن مسعود 53
40 3 - أبي بن كعب 55
41 4 - عبد الله بن عباس 56
42 - طرق الرواية عن ابن عباس 59
43 - قيمة التفسير المأثور عن الصحابة 60
44 - مدرسة مكة: تلاميذ ابن عباس 62
45 1 - سعيد بن جبير 62
46 2 - مجاهد بن جبر 66
47 3 - عكرمة 67
48 4 - طاووس 70
49 - مدرسة المدينة: تلاميذ أبي بن كعب 74
50 1 - أبو العالية 74
51 2 - محمد بن كعب القرظي 75
52 3 - زيد بن أسلم 75
53 - مدرسة العراق: تلاميذ عبد الله بن مسعود 76
54 1 - علقمة بن قيس 76
55 2 - مسروق 77
56 3 - عامر الشعبي 77
57 4 - الحسن البصري 78
58 5 - قتادة 79
59 - قيمة التفسير المأثور عن التابعين 81
60 - سمات التفسير في تلك المرحلة 82
61 - التفسير في عصر التدوين 82
62 - اقسام التفسير 83
63 - الاتجاه الأثري في التفسير 83
64 - ابن جرير الطبري 84
65 - طريقة الطبري في التفسير 85
66 - الاتجاه اللغوي 86
67 - الاتجاه البياني 88
68 المبحث الثالث: الكلام على تفسير الثعالبي 91
69 1 - مصادر من كتب التفسير 91
70 2 - كتب غريب القران والحديث 94
71 3 - المصادر التي اعتمد عليها من كتب السنة 95
72 4 - كتب الترغيب والترهيب 95
73 5 - كتب في الاحكام الفقهية والأصولية 96
74 6 - كتب الخصائص والشمائل 96
75 8 - في الأسماء والصفات 97
76 9 - ومن كتب التاريخ 97
77 10 - كتب أخرى منثورة 97
78 - منهج الامام الثعالبي في تفسيره 98
79 1 - جمعة بين التفسير بالمأثور والرأي 99
80 2 - تعرضه لمسائل في أصول الدين 100
81 3 - مسائل أصول الفقه في تفسير 101
82 4 - تعرضه لايات الاحكام 102
83 5 - احتجاجه باللغة والمسائل النحوية 103
84 6 - ذكره لأسباب النزول 104
85 7 - ذكره للقراءات الواردة في الآية 105
86 8 - احتجاجه بالشعر 108
87 9 - موقفه من الإسرائيليات 109
88 - وصف النسخ المعتمد عليها في كتاب تفسير الثعالبي 113
89 - نماذج من صور مخطوطات الكتاب 115
90 - مقدمة المؤلف 117
91 - باب في فضل القران 123
92 - باب في فضل تفسير القران واعرابه 135
93 - فصل فيما قيل في الكلام في تفسير القران والجرأة عليه ومراتب المفسرين 138
94 - فصل: انزل القران على سبعة أحرف 145
95 - فصل في ذكر الألفاظ التي في القران مما للغات العجم بها تعلق 148
96 - باب تفسير أسماء القران وذكر السورة والآية 150
97 - باب في الاستعاذة 154
98 - باب في تفسير (بسم الله الرحمن الرحيم) 156
99 - تفسير فاتحة الكتاب 161
100 - تفسير سورة البقرة 174