الله عز وجل قال في الأنعام: " ومنها تأكلون " وقال في الخيل: " والخيل والبغال والحمير لتركبوها " [النحل: 8] ولم يذكر إباحة أكلها. وقد مضى هذا في " النحل " (1) مستوفى.
قوله تعالى: " ولكم فيها منافع " في الوبر والصوف والشعر واللبن والزبد والسمن والجبن وغير ذلك. " ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم " أي تحمل الأثقال والأسفار. وقد مضى في " النحل " (2) بيان هذا كله فلا معنى لإعادته. ثم قال: " وعليها " يعني الأنعام في البر " وعلى الفلك " في البحر " تحملون. ويريكم آياته " أي آياته الدالة على وحدانيته وقدرته فيما ذكر.
" فأي آيات الله تنكرون " نصب " أيا " ب " تنكرون "، لأن الاستفهام له صدر الكلام فلا يعمل فيه ما قبله، ولو كان مع الفعل هاء لكان الاختيار في " أي " الرفع، ولو كان الاستفهام بألف أو هل وكان بعدهما اسم بعده فعل معه هاء لكان الاختيار النصب، أي إذا كنتم لا تنكرون أن هذه الأشياء من الله فلم تنكرون قدرته على البعث والنشر قوله تعالى: أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبه الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون قوله تعالى: " أفلم يسيروا في الأرض " حتى يشاهدوا آثار الأمم السالفة " كانوا أكثر منهم " عددا " وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون " من الأبنية والأموال وما أدلوا به من الأولاد والاتباع، يقال: دلوت بفلان إليك أي استشفعت