وتقول العرب إذا وصفت الشئ بالحسن والنظافة: كأنه بيض النعام المغطى بالريش.
وقيل: المكنون المصون عن الكسر، أي إنهن عذارى. وقيل: المراد بالبيض اللؤلؤ، كقوله تعالى: " وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون " [الواقعة: 22 - 23] أي في أصدافه، قاله ابن عباس أيضا. ومنه قول الشاعر:
وهي بيضاء مثل لؤلؤة الغ * واص ميزت من جوهر مكنون وإنما ذكر المكنون والبيض جمع، لأنه رد ا لنعت إلى اللفظ.
قوله تعالى: فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظما أإنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون قاطلع فرآه في سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأول وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون قوله تعالى: " فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " أي يتفاوضون فيما بينهم أحاديثهم في الدنيا. وهو من تمام الأنس في الجنة. وهو معطوف على معنى " يطاف عليهم " المعنى يشربون فيتحادثون على الشراب كعادة الشراب. قال بعضهم:
وما بقيت من اللذات إلا * أحاديث الكرام على المدام فيقبل بعضهم على بعض يتساءلون عما جرى لهم وعليهم في الدنيا، إلا أنه جئ به ماضيا على عادة الله تعالى في إخباره.