أبصارهم " وفى " يونس " (1) في " يهدى ". وقال عكرمة في قوله جل وعز " إلا صيحة واحدة " قال: هي النفخة الأولى في الصور. وقال أبو هريرة: ينفخ في الصور والناس في أسواقهم، فمن حالب لقحة، ومن ذارع ثوبا، ومن مار في حاجة. وروى نعيم عن أبي هريرة قال قال رسول الله عليه وسلم: " تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه فلا يطويانه حتى تقوم الساعة، والرجل يليط (2) حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم الساعة والرجل يخفض ميزانه فما يرفعه حتى تقوم الساعة، والرجل يرفع أكلته إلى فيه فما يتبلعها حتى تقوم الساعة). وفي حديث عبد الله بن عمرو: " وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله - قال - فيصعق ويصعق الناس " الحديث.
" فلا يستطيعون توصية " أي لا يستطيع بعضهم أن يوصى بعضا لما في يده من حق. وقيل: لا يستطيع أن يوصى بعضهم بعضا بالتوبة والإقلاع بل يموتون في أسواقهم ومواضعهم. " ولا إلى أهلهم يرجعون " إذا ماتوا. وقيل: إن معنى " ولا إلى أهلهم يرجعون " لا يرجعون إليهم قولا. وقال قتادة:
" ولا إلى أهلهم يرجعون " أي إلى منازلهم، لأنهم قد أعجلوا عن ذلك.
قوله تعالى: ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلتنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ان كانت الا صيحة وحده فإذا هم جميع لدينا محضرون فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون قوله تعالى: " ونفخ في الصور " هذه النفخة الثانية للنشأة. وقد بينا في سورة " النمل " (3) أنهما نفختان لا ثلاث. وهذه الآية دال ء على ذلك. وروى المبارك بن