" من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم " وقد مضى في " الرعد " (1) نظير هذه الآية. قال سعيد بن جبير: يدخل الرجل الجنة، فيقول: يا رب أين أبي وجدي وأمي؟ وأين ولدي وولد ولدي؟
وأين زوجاتي؟ فيقال إنهم لم يعملوا كعملك، فيقول: يا رب كنت أعمل لي ولهم، فيقال ادخلوهم الجنة. ثم تلا: " الذين يحملون العرش ومن حوله " إلى قوله: " ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ". ويقرب من هذه الآية قوله: " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " [الطور: 21].
قوله تعالى: " وقهم السيئات " قال قتادة: أي وقهم ما يسوءهم، وقيل: التقدير وقهم عذاب السيئات وهو أمر (2) من وقاه الله يقيه وقاية بالكسر، أي حفظه. " ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته " أي بدخول الجنة " و ذلك هو الفوز العظيم " أي النجاة الكبيرة.
قوله تعالى: إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الأيمن فتكفرون قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير قوله تعالى: إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم " قال الأخفش: " لمقت " هذه لام الابتداء وقعت بعد " ينادون " لأن معناه يقال لهم والنداء قول. وقال غيره: المعنى يقال لهم: " لمقت الله " إياكم في الدنيا " إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون " " أكبر " من مقت بعضكم بعضا يوم القيامة، لأن بعضهم عادى بعضا ومقته يوم القيامة، فأذعنوا عند ذلك، وخضعوا وطلبوا الخروج من النار. وقال الكلبي: يقول كل إنسان من أهل النار لنفسه مقتك يا نفس، فتقول الملائكة لهم وهم في النار: لمقت الله