وإن كانوا من ولد إسحاق، والعرب وإن كانوا من ولد إسماعيل، فلا بد من الفرق بين المحسن والمسئ والمؤمن والكافر، وفي التنزيل: " وقالت اليهود والنصارى نحن أبنا ء الله وأحباؤه " [المائدة: 18] الآية، أي أبناء رسل الله فرأوا لأنفسهم فضلا. وقد تقدم (1).
قوله تعالى: ولقد مننا على موسى وهرون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ونصرناهم فكانوا هم الغالبين وآتيناهما الكتب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم وتركنا عليهما في الآخرين سلم على موسى وهرون إنا كذلك نجزى المحسنين إنهما من عبادنا المؤمنين قوله تعالى: " ولقد مننا على موسى وهرون " لما ذكر إنجاء إسحاق من الذبح، وما من به عليه بعد النبوة، ذكر ما من به أيضا على موسى وهرون من ذلك. وقوله:
" من الكرب العظيم " قيل: من الرق الذي لحق بني إسرائيل. وقيل من الغرق الذي لحق فرعون. " ونصرناهم " قال الفراء: الضمير لموسى وهرون وحدهما، وهذا على أن الاثنين جمع، دليله قوله: " وآتيناهما " " وهديناهما ". وقيل: الضمير لموسى وهرون وقومهما وهذا هو الصواب، لأن قبله " ونجيناهما وقومهما ". و " الكتاب المستبين " التوراة، يقال استبان كذا أي صار بينا، واستبانه فلان مثل تبين الشئ بنفسه وتبينه فلان.
و " الصراط المستقيم " الدين القويم الذي لا اعوجاج فيه وهو دين الإسلام. " وتركنا عليهما في الآخرين " يريد الثناء الجميل. " سلام على موسى وهرون إنا كذلك نجزى المحسنين.
إنهما من عبادنا المؤمنين " تقدم.