" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ". ولفظ صابر يمدح به وإنما هو لمن صبر عن المعاصي، وإذا أردت أنه صبر على المصيبة قلت صابر على كذا، قال النحاس. وقد مضى في " البقرة " (1) مستوفى.
قوله تعالى: قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لان أكون أول المسلمين قل إني أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الجسرين المبين لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ذلكم يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون قوله تعالى: " قل إني أمرت ان اعبد الله مخلصا له الدين " تقدم أول السورة " وأمرت لان أكون أول المسلمين " من هذه الأمة، وكذلك كان فإنه كان أول من خالف دين آبائه وخلع الأصنام وحطمها، وأسلم لله وآمن به، ودعا إليه صلى الله عليه وسلم.
واللام في قوله: " لان أكون " صلة زائدة، قاله الجرجاني وغيره. وقيل: لام أجل.
وفي الكلام حذف أي أمرت بالعبادة " لأن أكون أول المسلمين ".
يريد عذاب يوم القيامة. وقاله حين دعاه قومه إلى دين آبائه، قال أكثر أبو حمزة الثمالي وابن المسيب: هذه الآية منسوخة بقوله تعالى: " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " [الفتح: 2] فكانت هذه الآية من قبل أن يغفر ذنب النبي صلى الله عليه وسلم.