القول على " النجوى ". قال المبرد وهو كقولك: إن الذين في الدار انطلقوا بنو عبد الله فبنو بدل من الواو في انطلقوا. وقيل: هو رفع على الذم، أي هم الذين ظلموا: وقيل: على حذف القول، التقدير: يقول الذين ظلموا وحذف القول، مثل " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم " [الرعد: 23 - 24]. واختار هذا القول النحاس، قال: والدليل على صحة هذا الجواب أن بعده " هل هذا إلا بشر مثلكم " [الأنبياء: 3]. وقول رابع: يكون منصوبا بمعنى أعني الذين ظلموا: وأجاز الفراء أن يكون خفضا بمعنى اقترب للناس الذين ظلموا حسابهم، ولا يوقف على هذا الوجه على " النجوى " ويوقف على الوجوه الثلاثة المتقدمة قبله، فهذه خمسة أقوال: وأجاز الأخفش الرفع على لغة من قال: أكلوني البراغيث، وهو حسن، قال الله تعالى: " ثم عموا وصموا كثير منهم " (1) [المائدة: 71]: وقال الشاعر:
بك نال النضال دون المساعي * فاهتدين النبال للأغراض وقال آخر: (2) ولكن ديافي أبوه وأمه * بحوران يعصرن السليط أقاربه وقال الكسائي: فيه تقديم وتأخير، مجازه: والذين ظلموا أسروا النجوى. أبو عبيدة:
" أسروا " هنا من الأضداد، فيحتمل أن يكونوا أخفوا كلامهم، ويحتمل أن يكونوا أظهروه وأعلنوه:
قوله تعالى: (هل هذا إلا بشر مثلكم) أي تناجوا بينهم وقالوا: هل هذا الذكر الذي هو الرسول، أو هل هذا الذي يدعوكم إلا بشر مثلكم، لا يتميز عنكم بشئ، يأكل الطعام، ويمشي في الأسواق كما تفعلون: وما علموا أن الله عز وجل بين أنه لا يجوز أن يرسل إليهم إلا بشرا ليتفهموا ويعلمهم: (أفتأتون السحر) أي إن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم سحر، فكيف تجيئون إليه وتتبعونه؟ فأطلع الله نبيه عليه السلام على ما تناجوا به: و " السحر " في اللغة كل مموه لا حقيقة له ولا صحة. (وأنتم تبصرون). [قيل معناه (3) " وأنتم تبصرون "] أنه إنسان مثلكم مثل: " وأنتم تعقلون " لان العقل البصر بالأشياء. وقيل:
المعنى، أفتقبلون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر: وقيل: المعنى، أفتعدلون إلى الباطل وأنتم تعرفون الحق، ومعنى الكلام التوبيخ.