قوله تعالى: (إلا تذكرة لمن يخشى) قال أبو إسحاق الزجاج: هو بدل من " تشقى " أي ما أنزلناه إلا تذكرة. النحاس: وهذا وجه بعيد وأنكره أبو علي من أجل أن التذكرة ليست بشقاء وإنما هو منصوب على المصدر أي أنزلنا لتذكر به تذكرة أو على المفعول من أجله أي ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به ما أنزلناه إلا للتذكرة. وقال الحسين بن الفضل: فيه تقديم وتأخير مجازه: ما أنزلنا عليك القرآن إلا تذكرة لمن يخشى ولئلا تشقى. (تنزيلا) مصدر أي نزلناه تنزيلا. وقيل: بدل من قوله " تذكرة ". وقرأ أبو حياة الشامي:
" تنزيل " بالرفع على معنى هذا تنزيل. (ممن خلق الأرض والسماوات العلا) أي العالية الرفيعة وهي جمع العليا كقوله: كبرى وصغرى وكبر وصغر أخبر عن عظمته وجبروته وجلاله ثم قال: (الرحمن على العرش استوى) ويجوز النصب على المدح. قال أبو إسحاق الخفض على البدل. وقال سعيد بن مسعدة: الرفع بمعنى هو الرحمن. النحاس: يجوز الرفع بالابتداء والخبر " له ما في السماوات وما في الأرض " فلا يوقف على " استوى " وعلى البدل من المضمر في " خلق " فيجوز الوقف على " استوى ". وكذلك إذا كان خبر ابتداء محذوف ولا يوقف على " العلا ". وقد تقدم القول في معنى الاستواء في " الأعراف " (1). والذي ذهب إليه الشيخ أبو الحسن وغيره أنه مستو على عرشه بغير حد ولا كيف كما يكون استواء المخلوقين. وقال ابن عباس يريد خلق ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة وبعد القيامة (له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى) يريد ما تحت الصخرة التي لا يعلم ما تحتها إلا الله تعالى. وقال محمد بن كعب يعني الأرض السابعة. ابن عباس (2):
الأرض على نون والنون على البحر وأن طرفي النون رأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش والبحر على صخرة خضراء خضرة السماء منها وهي التي قال الله تعالى فيها " فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض " والصخرة على قرن ثور والثور على الثرى ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله تعالى. وقال وهب بن منبه: على وجه الأرض سبعة أبحر والأرضون سبع