وقال أبو داود:
رب هم فرجته بغريم * وغيوب كشفتها بظنون وقد قيل: إن الظن في الآية يصح أن يكون على بابه ويضمر في الكلام بذنوبهم فكأنهم يتوقعون لقاءه مذنبين ذكر المهدوي والماوردي قال ابن عطية: وهذا تعسف.
وزعم الفراء أن الظن قد يقع بمعنى الكذب ولا يعرف ذلك البصريون. وأصل الظن وقاعدته الشك مع ميل إلى أحد معتقديه وقد يوقع موقع اليقين كما في هذه الآية وغيرها لكنه لا يوقع فيما قد خرج إلى الحس لا تقول العرب في رجل مرئي حاضر أظن هذا إنسانا وإنما تجد الاستعمال فيما لم يخرج إلى الحس بمعنى كهذه الآية والشعر وكقوله تعالى " فظنوا أنهم مواقعوها " وقد يجئ اليقين بمعنى الظن وقد تقدم بيانه أول السورة وتقول سؤت به ظنا وأسأت به الظن يدخلون الألف إذا جاءوا بالألف واللام. ومعنى (ملاقو ربهم) جزاء ربهم. وقيل: جاء على المفاعلة وهو من واحد، مثل عافاه الله. (وأنهم) بفتح الهمزة عطف على الأول ويجوز " وإنهم " بكسرها على القطع.
(إليه) أي إلى ربهم وقيل إلى جزائه. (راجعون) إقرار بالبعث والجزاء والعرض على الملك الاعلى.
قوله تعالى: يا بني إسرائيل أذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين (47) قوله تعالى: (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) تقدم (1) و (وأني فضلتكم على العالمين) يريد على عالمي زمانهم، وأهل كل زمان عالم. وقيل: على كل العالمين بما جعل فيهم من الأنبياء وهذا خاصة لهم وليست لغيرهم.
قوله تعالى: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون (48)