إذا دخل الشهر الحرام فودعي * بلاد تميم وانصري أرض عامر والنصر المطر يقال نصرت الأرض مطرت والنصر العطاء قال:
إني وأسطار سطرن سطرا * لقائل يا نصر نصرا نصرا وكان سبب هذه الآية فيما ذكروا أن بني إسرائيل قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه وأبناء أنبيائه وسيشفع لنا آباؤنا فأعلمهم الله تعالى عن يوم القيامة أنه لا تقبل فيه الشفاعات ولا يؤخذ فيه فدية. وإنما خص الشفاعة والفدية والنصر بالذكر لأنها هي المعاني التي اعتادها بنو آدم في الدنيا فان الواقع في الشدة لا يتخلص إلا بأن يشفع له أو ينصر أو يفتدي قوله تعالى: وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبنائكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم (49) فيه ثلاث عشرة مسألة:
الأولى - قوله تعالى: (وإذ نجيناكم من آل فرعون) " إذ " في موضع نصب عطف على " اذكروا نعمتي ". وهذا وما بعده تذكير ببعض النعم التي كانت له عليهم أي اذكروا نعمتي بإنجائكم من عدوكم وجعل الأنبياء فيكم والخطاب للموجودين والمراد من سلف من الآباء كما قال " إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية " (1) [الحاقة: 11] أي حملنا آباءكم وقيل إنما قال " نجيناكم " لان نجاة الآباء كانت سببا لنجاة هؤلاء الموجودين ومعنى " نجيناكم " ألقيناكم على نجوة من الأرض وهي ما ارتفع منها هذا هو الأصل ثم سمى كل فائز ناجيا. فالناجي من خرج من ضيق إلى سعة وقرئ " وإذ نجيتكم " على التوحيد.
الثانية - قوله تعالى: (من آل فرعون) " آل فرعون " قومه وأتباعه وأهل دينه.
وكذلك آل الرسول صلى الله عليه وسلم من هو على دينه وملته في عصره وسائر الاعصار سواء كان نسيبا له أو لم يكن. ومن لم يكن على دينه وملته فليس من آله ولا أهله وإن كان نسيبه وقريبه خلافا للرافضة حيث قالت إن آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة