إني لأعرفه الآن). وكما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال لي ثبير (1) اهبط فإني أخاف أن يقتلوك على ظهري فيعذبني الله). فناداه حراء: إلي يا رسول الله. وفى التنزيل:
" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال " (2) [الأحزاب: 72] الآية. وقال: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " (3) [الحشر: 21] يعني تذللا وخضوعا، وسيأتي لهذا مزيد بيان في سورة " سبحان " (4) إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: (وما الله بغافل عما تعملون) " بغافل " في موضع نصب على لغة أهل الحجاز، وعلى لغة تميم في موضع رفع. والياء توكيد. " عما تعملون " أي عن عملكم حتى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا يحصيها عليكم، " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " (5) [الزلزلة: 7، 8]. ولا تحتاج " ما " إلى عائد إلا أن يجعلها بمعنى الذي فيحذف العائد لطول الاسم، أي عن الذي تعملونه. وقرأ ابن كثير " يعملون " بالياء، والمخاطبة على هذا لمحمد عليه السلام.
تم الجزء الأول من تفسير القرطبي يتلوه إن شاء الله تعالى الجزء الثاني، وأوله قوله تعالى: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم) الآية.